من بين كل التغريدات والتعليقات على قضية مشاركة وجدان شهرخاني في أولمبياد لندن لفت نظري تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وعضو رابطة علماء المسلمين الدكتور محمد البراك الذي كتب: «أنتي لا تمثلين المرأة المسلمة العفيفة، والمسلمون الشرفاء في كل مكان لا يشرفهم أمثالك، ومن سمح لك بالمشاركة لا يمثل المسؤول الأمين». سأوجه حديثي للعزيز الدكتور محمد وأقول: أرى في حديثك وفقك الله عن «العفة» و«الشرف» أسلوباً لا يليق بشيخ فاضل يمتلك من العلم والحكمة ما تملكه، فقد كان بإمكانك أن توجه حديثك ونصحك للمذكورة بلغة «أكثر حُسناً»، فإن «الله جميل يحب الجمال»، و«ما كان الرفق في شيء إلا زانه»... أما إذا قلت لي إنك تصدح بالحق فأنا معك في أن يكون صوتك «قاطعاً مانعاً»، وهنا كم كنت أتمنى أن تكتب عن المسؤول عنها بذات اللغة قائلاً: «أنت لا تمثل المسؤول المسلم العفيف الشريف... والمسلمون في كل مكان لا يشرفهم أن يكون أمثالك مسؤولين»... أما أن تستخدم لغة «تعنيف» تمس الشرف والعفة تجاه فتاة لم تتجاوز ال16 من عمرها بكل ما أوتيت من قوة «لفظية» تتهتك لها قلوب «المؤمنات» ممن بلغنا من العمر عتياً، فما بالك بفتاة صغيرة غضة ثم تتغير اللغة 180 درجة بعد بضع كلمات تجاه «المسؤول الأمين» فهذا أمر سأترك لك تقويمه بعد قراءة ما كتبته أنت مجدداً بهدوء كبير، فكل ما قلته عن المسؤول عنها: «من سمح لك بالمشاركة لا يمثل المسؤول الأمين» في حين كانت سياط الكلمات على أشدها موجهة للفتاة المشاركة التي تقع تحت مظلة هذا «المسؤول الأمين» أثابه الله وأثابك. وأتمنى أيضاً أن لا تكون العفة والشرف مرتبطة لديك بالنساء فقط، فيما الرجال المسؤولون أصحاب المناصب العليا خارج هذا الإطار لأنهم «عفيفون شرفاء» بالفطرة. عزيزي الدكتور محمد البراك... جل ما أتمناه من «فضيلتكم» أن تعامل مخالفيك بالعدل، وأن لا تستحل «عفتهم» و«شرفهم» لمجرد مخالفتهم. [email protected] aljabarty@