أسفرت المعارك العنيفة الجارية منذ يومين في محاولة الجيش النظامي صد هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مطار الطبقة العسكري، معقل النظام الأخير في محافظة الرقة في شمال شرقي البلاد عن مقتل نحو 18 عنصراً من الطرفين قبل عودة الهدوء إلى محيطه. وارتفعت إلى 180 ألفاً حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011، بعدما كان 170 ألفاً الشهر الماضي. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لقي 11 مقاتلاً على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية مصرعهم خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها والتي استمرت منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم (امس) في محيط مطار الطبقة العسكري». ووسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي «داعش» قوات النظام، قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في عربتين مفخختين في محيط المطار «ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وقامت القوات النظامية خلال هذه المعارك التي تحاول فيها صد هجوم التنظيم على مطار الطبقة العسكري، معقلها الأخير في المحافظة، بشن غارات جوية في محيط المطار ومناطق تمركز تنظيم «الدولة الإسلامية» وقصفها ب «البراميل المتفجرة» والمدفعية و3 صواريخ من نوع سكود»، بحسب «المرصد». إلا أنه أشار إلى أن «الهدوء يسود الآن (أمس) في محيط مطار الطبقة العسكري، فيما «تسمع أصوات قذائف بين الفينة والأخرى». ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة في شمال وشرق سورية، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وكان تنظيم «الدولة» تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، «اللواء 93» و «الفرقة 17» في الشهر الماضي بعد معارك قتل فيها أكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الأثر إلى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع «الدولة الإسلامية» في الرقة ومناطق أخرى في سورية. ويخوض مقاتلو المعارضة السورية المناهضون لنظام بشار الأسد معارك ضارية ضد «داعش» في مناطق عدة من سورية. وكانت المعارضة تقول إن «داعش» من صنيعة النظام، وأنه «صادر الثورة السورية» بسبب جنوحه نحو التفرد بالسيطرة وممارساته المتطرفة من قتل وذبح وتكفير في حق كل من يعارضه. وأدى النزاع السوري الذي بدأ كحركة احتجاجية سلمية في منتصف آذار 2011 تم قمعها بالعنف قبل أن تتحول إلى صراع مسلح إلى مقتل أكثر من 180 ألف شخص، بحسب أرقام جديدة ل»المرصد». وجاء في بريد إلكتروني للمرصد أنه وثق مقتل «180215 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 آذار2011، تاريخ ارتقاء أول شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ 20 آب (أغسطس) 2014». وقال: «القتلى هم 58805 مدنيين بينهم 9428 طفلاً و6036 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و68780 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و49699 من مقاتلي المعارضة. ويدرج المرصد بينهم عناصر «الدولة الإسلامية»، بالإضافة إلى 2931 قتيلاً مجهولي الهوية». وينقسم مقاتلو المعارضة إلى جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد النظام ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية وجهاديين. ويبلغ عدد المقاتلين القتلى من جنسيات غير سورية، وغالبيتهم من الجهاديين في جبهة النصرة و»الدولة الإسلامية» وكتائب إسلامية متطرفة 16855. كما أشار «المرصد» إلى أن «خسائر النظام تتوزع على الشكل التالي: 40438 من عناصر الجيش والأمن، و25927 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، و561 عنصراً من حزب الله اللبناني و1854 مقاتلاً من جنسيات غير سورية وغير حزب الله» اللبناني. وكان «المرصد» أشار في حصيلة سابقة في الشهر الماضي إلى أن حصيلة القتلى تجاوزت 170 ألف قتيل. ولا تشمل الحصيلة مصير آلاف المفقودين في المعتقلات ولدى مجموعات مسلحة.