شكّل إعلان زيادة الوظائف في الولاياتالمتحدة، خبراً ساراً لباراك اوباما وحرم ولو موقتاً منافسه الجمهوري ميت رومني من فرصة لمهاجمته، قبل أشهر من موعد الاستحقاق الرئاسي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأحصت وزارة العمل 163 ألف وظيفة جديدة في تموز (يوليو) الماضي، وهو رقم جيد جيداً لأن الخبراء كانوا يتوقعون مئة ألف فقط. لكن معدل البطالة ارتفع في شكل طفيف ليصل إلى 8.3 في المئة من قوة العمل، في مقابل 8.2 في المئة في الشهر السابق. ولن تتيح هذه الأرقام لرومني أن يغير على الفور مسار حملة انتخابية يتمتع فيها الرئيس المنتهية ولايته بتقدم طفيف، ولو أن نهوض الاقتصاد الأميركي لا يزال بطيئاً. وقال أوباما تعليقاً على هذه الأرقام، «كنا نعلم عندما توليت المنصب، أن الأمر سيستغرق وقتاً، فنحن لم نواجه أزمة على هذا النطاق وبهذه الشدة منذ ثلاثينات القرن الماضي». وكان عدد الوظائف الجديدة تراجع في شكل منتظم منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، لينتقل من 275 ألفاً مطلع السنة، إلى 64 ألفاً فقط الشهر الماضي. وعليه، كان اوباما يحتاج إلى بيانات إيجابية أكثر من أي وقت. ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة «نيو هامبشر» (شمال شرق) دانتي سكالا، أن «ذلك لا يحول دون تطرق رومني إلى الموضوع، لأن البطالة لا تزال تفوق 8 في المئة، وهذه هي النقطة الأساس». ولم ينكر أن الاقتصاد «يتقدم تدريجاً في اتجاه إيجابي، ولدى أوباما فرص بالفوز طالما أن الحال هي على هذا النحو». وأكد أن «أرقام اليوم ايجابية بالنسبة إليه، وتبقي الانتخابات في «منطقة رمادية» حيث تتفوق نوعية الحملة الانتخابية». ولو كانت أرقام الوظائف أسوأ لكان رومني أفاد منها بقوة، إذ عليه أن يعلن قريباً اسم المرشح لمنصب نائب الرئيس، بينما لا يزال حالياً إما متعادلاً أو متراجعاً في شكل طفيف عن اوباما في معظم استطلاعات الرأي. لكن ذلك لم يمنعه من توجيه انتقادات لاذعة لمنافسه الديموقراطي، مؤكداً أن الأداء الاقتصادي للرئيس هو «الأسوأ في تاريخ البلاد». وقال «مضى 42 شهراً متتالية يفوق فيها معدل البطالة 8 في المئة»، معتبراً أن الطبقة الوسطى «تستحق أفضل من ذلك». لكن الأرقام المعلنة أول من أمس، تدعم البيت الأبيض في حججه، إذ على رغم الظروف الصعبة، يسير الاقتصاد على طريق إيجابية قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات في السادس من تشرين الثاني. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني آلان كروغر، المتخصص بشؤون البطالة، أن «هذه النتائج تدل على مواصلة الاقتصاد الأميركي نهوضه، بعدما مرّ في أسوأ فترة منذ الركود الكبير». وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، أن الأميركيين «متشائمون، ولا ثقة لديهم في سياسة النهوض التي ينتهجها الرئيس. بينما يبحث رومني باستمرار عن حجة إضافية تدعم حملته وتمنحها تقدماً ملحوظاً على اوباما.