لا تزال المحكمة الجزئية في محافظة الخبر، تنظر في قضية «فتاة الخبر» التي أشيع أنها اعتنقت المسيحية وهاجمت الإسلام، مع إصرار والد الفتاة، على معاقبة اللبناني المُتهم بتنصير ابنته، وكذلك السعودي المُتهم بمساعدتها على الهرب إلى خارج البلاد، من خلال تصريح «مُزور». وتوقع قضاة أن يتم محاكمة المتهمين في نهاية شوال المقبل. وانتقد محامون ومختصون في الشؤون القانونية، ما ورد من معلومات «متضاربة»، حول أصول الفتاة، ورغبتها في العودة إلى أرض الوطن، وغيرها من معلومات «لا تستند إلى أصول واضحة»، بحسب الشيخ فواز الماجد، وقال: «تشعبت القضية، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً للمعلومة، ولا أعتقد أن الأمور تكون بهذه الطريقة». ودعا الماجد، إلى «الوضوح والجدية، حتى لا تكون مثل هذه القضايا مثاراً للجدل، وحباً للفضول في الحديث عنها، خصوصاً بين فئة الشباب المراهقين»، مؤكداً على «التصدي لمثل هذه القضايا، وإيضاح المعلومات عنها، ما يوقف الجدل وتدفق الأقاويل». فيما قال المحامي حمود الخلف: «إن المحكمة الجزئية في الخبر، تتحفظ عن الإفصاح بأية معلومة عن القضية. فيما وصلتني معلومات تفيد أن والد الفتاة، وهو رجل كبير في السن، طالب القاضي بإنزال العقوبات على السعودي واللبناني، المتهمين بتنصير ابنته»، مضيفاً «لا توجد معلومات تتعلق في عودتها إلى أرض الوطن». وكانت «الحياة» أشارت في عددها الصادر بتاريخ 28 تموز (يوليو) الماضي بحسب مصادر مطلعة إلى أن «فتاة الخبر» السعودية (32 عاماً) التي اعتنقت المسيحية سافرت من لبنان إلى تركيا بتذكرة «عبور لاجئ» حصلت عليها من إحدى المنظمات الحقوقية التي التحقت بها خلال الفترة الماضية. وأكد السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري حينها ل«الحياة» أن السفارة ليس لديها ما يثبت أن الفتاة اعتنقت المسيحية. وأوضح أن السفارة بذلت جهوداً مع أسرتها التي حضرت إلى بيروت لإقناع الفتاة بالعودة مع ذويها، إلا أنها رفضت كل المحاولات التي بذلتها السفارة، مشيراً إلى أن الفتاة تعيش وضعاً نفسياً سيئاً. وقال السفير السعودي لدى لبنان إن السفارة جمعت الفتاة بأسرتها في سكن واحد بمحض إرادتها، على أن تحاول والدتها إقناعها بالعودة إلى الوطن، إلا أن الفتاة رفضت. وأشارت مصادر مطلعة ل«الحياة» إلى أن خلافاً أسرياً جعل «فتاة الخبر» تسافر إلى لبنان، وتظهر عبر وسائل الإعلام رغبتها في اعتناقها المسيحية، إذ لم تمض شهراً مع زوجها وهو أحد أقربائها، وتأثرت بآراء زملاء عملت معهم من الديانة نفسها في مقر عملها في المنطقة الشرقية. وذكرت أن الفتاة مطلعة ومثقفة، ويبدو أنها تأثرت بتلك الأفكار من أجل أن تلبي رغباتها الشخصية فقط، إذ انضمت خلال الفترة الماضية إلى منظمات خيرية وحقوقية، تمكنت خلالها من الحصول على تذكرة «عبور لاجئ» خوّلتها السفر إلى تركيا.