وسط مخاوف دولية متزايدة من احتدام القتال في حلب واستمرار نزوح آلاف المدنيين، قالت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين التابعة للأمم المتحدة في سورية سوسن غوشة، إن الجيش السوري يستخدم الطيران الحربي في قصف حلب، وإن المعارضة السورية لديها أسلحة ثقيلة. وقالت غوشة ل «فرانس برس» أمس، إن وفداً من المراقبين في حلب «شاهدوا امس (الثلثاء) طائرة حربية تقصف» المدينة. ولفتت إلى ان المراقبين الدوليين يملكون كذلك «معلومات مؤكدة عن أن المعارضة المسلحة في حلب تملك اسلحة ثقيلة، بما في ذلك دبابات». وأضافت: «نحن قلقون جداً من القتال العنيف في حلب»، موضحة أن «الساعات ال 72 الماضية شهدت تصعيداً ملموساً في مستوى العنف في الأحياء الجنوبية الشرقية من حلب، خصوصاً حول منطقة صلاح الدين». واشارت إلى ان «مراقبينا يرسلون تقارير (من حلب) عن تبادل لاطلاق النار والقصف والتفجيرات بالاضافة الى استخدام المروحيات والدبابات والمدافع الرشاشة الثقيلة والقصف المدفعي». وقالت غوشة إن هناك تقارير عن «نزوح جماعي من المنطقة»، مضيفة أن العديد من السكان يلجأون إلى المدارس وغيرها من المباني الرسمية في الأحياء المجاورة التي يعتبرونها أكثر أمناً. وأشارت الى وجود «نقص في الأغذية والوقود والغاز». ولفتت الى ان الاممالمتحدة «ذكّرت الطرفين (المتقاتلين) بالتزاماتهما بموجب القانون الانساني الدولي الذي يفرض عليهما حماية المدنيين». وأضافت: «دعونا الطرفين الى إظهار اقصى درجات ضبط النفس والانتقال من عقلية المواجهة الى الحوار». وفي 20 تموز (يوليو) الماضي، اندلعت المعارك في حلب في شمال البلاد في أحياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر وتحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها. وجدد مجلس الامن في 20 تموز مهمة بعثة المراقبين الدوليين شهراً واحداً وتتالف البعثة من نحو 300 مراقب عسكري غير مسلح، تم خفض عددهم الى النصف قبل ايام. إلى ذلك قال تقرير لمحطة تلفزيون «إن بي سي نيوز» الاميركية إن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا للمرة الاولى على عدد محدود من صواريخ أرض-جو. وقال التقرير إن «الجيش السوري الحر» حصل على حوالى 24 صاروخاً سلمت اليهم عبر تركيا. ومع ان الولاياتالمتحدة الاميركية، اكدت مراراً انها تعارض تسليح مقاتلي المعارضة، لكن مصادر في الحكومة الاميركية تقول منذ اسابيع ان حكومات إقليمية من بينها تركيا تحض على تقديم مثل هذه الصواريخ المضادة للطائرات والتي تعرف ايضاً باسم (مانباد) وتطلق من على الكتف. وبدا في الايام القليلة الماضية ان قوات الحكومة السورية صعّدت عملياتها الجوية ضد مقاتلي المعارضة وخصوصاً حول مدينة حلب، وهو ما يجعل حاجة المقاتلين الى صواريخ مانباد أكثر إلحاحاً. ولم يتضح بعد على وجه التحديد نوع صواريخ مانباد التي سلمت الي المقاتلين السوريين ولم تقدم «إن بي سي نيوز» تفاصيل. ومع ان الكثير من المقاتلين السوريين ليست لديهم الخلفية العسكرية اللازمة لاستخدام صواريخ او اسلحة معقدة، إلا ان مصادر غربية وإقليمية عدة تحدثت عن مراكز لتدريب المنشقين السوريين داخل تركيا. وفي اعقاب الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قدر بعض خبراء المخابرات أن ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف صاروخ مانباد نهبت من مخازن اسلحة الحكومة الليبية. ولم يعرف المكان الذي ذهبت اليه معظم هذه الصواريخ. ويخشى مسؤولون اميركيون كثيرون فكرة تسليح مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ مانباد، مشيرين الى انها يمكن ان تستخدم بسهولة ضد اهداف غير الحكومة السورية بما في ذلك الطائرات المدنية.