ا ف ب (خاص بخدمة دنيا) -اثار مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" من اخراج رامي امام وتأليف يوسف معاطي وبطولة عادل امام، الكثير من الانتقادات الفنية والتقنية اضافة الى الجدل الناجم عن كونه يقارب بشكل هزلي قضية حساسة جدا هي العلاقة بين العرب واسرائيل. وتعرض المسلسل لعدد كبير من الانتقادات من حيث الاداء والاخراج، وضعف الحبكة الدرامية لحساب التركيز الفاقع على شخصية عادل امام، اضافة الى كيفية مقاربة الصراع العربي الاسرائيلي، بحسب ما يقول الناقد مجدي الطيب. ويرى الطيب ان "امام يعيد انتاج فيلم +السفارة في العمارة+ المشترك بينه وبين يوسف معاطي ايضا، من ناحية فكرة الدعوة للتطبيع مع اسرائيل بطريقة غير مباشرة، وذلك من خلال تسفيه المواقف الوطنية المختلفة". ويقول الطيب ان "امام ومعه معاطي ارتكبا خطأ دراميا فادحا بانطلاقهما من فكرة سرقة المصرف حتى لو كان اسرائيليا، ففي كل الاحوال أصبحنا امام زعيم عصابة وفرقة من المرتزقة، وهذا ينسف أي تعاطف" معه. وبرأي الطيب فان هذا الامر "يجعل من المشاهد الكثيرة التي تم التعامل فيها مع المجموعة بوصفها جماعة من المغاوير والمناضلين مدعاة للتندر والسخرية". وبحسب الطيب، يتحمل عادل "امام بنفسه مسؤولية العمل الذي قدم بهذه الطريقة المتواضعة على جميع المستويات، لانه من المعروف عن امام التدخل في تفاصيل الكتابة والاخراج، كما انه المسؤول الاول عن عمله امام الجمهور". أما الناقد أشرف بيومي، فيرى ان هذا المسلسل "يشكل خلطة من افلام، اهمها الفيلم الفلسطيني "ملح هذا البحر" للمخرجة آن ماري جاسر التي شكلت مجموعة لسرقة مصرف اسرائيلي، الى جانب خلطة من افلام اجنبية مثل "أوشن 11"، اضافة الى اعادة انتاج فيلمين لعادل امام نفسه، وهما "السفارة في العمارة" و"شمس الزناتي". وينتقد بيومي "تحول عادل امام الى مركز الاهتمام عند ظهوره في أي مشهد، واللجوء الى كوميديا اللعب على الكلمات بدل تقديم كوميديا سوداء كالتي يمكن ان تنتجها قضية انسانية مؤثرة في المجتمعات العربية مثل القضية الفلسطينية". ويعتبر بيومي ان "الانتقادات الاسرائيلية للمسلسل لا تغير من توجهات المسلسل التي يتضح منها انها تقترب من التطبيع". وكان التلفزيون الاسرائيلي بث قبل ايام انتقادات لنقاد مصريين لهذا المسلسل ركزت على فكرة "خلطة الافلام". ويذهب الناقد السينمائي وليد سيف ابعد من ذلك اذ يعتبر ان المسلسل "يفرغ القيمة الفعلية" للصراع العربي الاسرائيلي من مضمونها، ويستند الى "كوميديا فارغة" و"فرض شخصية الزعامة التي يحاول عادل امام ان يرسمها حوله دائما". ويلاحظ النقاد ان عادل امام عمل في المسلسل على "توريث ابنه محمد الذي افرد له مساحات واسعة كزعيم يحل مكان والده" رغن انه قدم "كوميديا ثقيلة الظل" بحسب مجدي الطيب. وكان من المفترض ان يقدم المسلسل على الشاشة الكبيرة قبل بضع سنوات، لكنه لم يجد منتجا، فقام عادل امام ويوسف معاطي بتحويله الى مسلسل بطيء الايقاع، ولا يعتمد على لغة الصورة بقدر اعتماده على قدرة الممثل في الاضحاك وعلى شخصية عادل امام "الى حد اختفاء الآخرين عند ظهوره"، بحسب وليد سيف. ويخلص الناقد مجدي الطيب للقول ان النتيجة النهائية للمسلسل مقارنة بتكلفته العالية مخيبة للآمال". ووصلت تكلفة مسلسل "فرقة ناجي عطاالله" الى 90 ميلون جنيه (15 مليون دولار) حصل عادل امام منها على 36 مليون جنيه (ستة ملايين دولار).