يواصل الفنان عادل إمام مناقشة قضية علاقة العرب ب«إسرائيل»، من خلال مسلسله الكوميدي الجديد «فرقة ناجي عطاالله»، الذي يعرض على شاشة «إم بي سي»، بعدما فتح هذا الملف في عدد من أفلامه السينمائية، خصوصاً فيلم «السفارة في العمارة»، وكان من المفترض أن يواصل رحلته السينمائية من خلال فيلم جديد هو «فرقة ناجي عطا الله»، على أن تتولى إنتاجه قناة اللورد التليفزيونية، إلا أنها انسحبت من الموضوع خوفاً من أن تتعرض لخسارة مالية كبيرة بعد سقوط فيلم «بوبوس» للفنان عادل إمام، إضافة إلى انتهاء العلاقة ما بين عادل إمام وشركة جود نيوز للإعلامي عمادالدين أديب، وبالتالي فإن الفيلم لم يجد شركة تنتجه، فتقرر تحويله إلى مسلسل تليفزيوني يقوم على إنتاجه التليفزيون المصري في عهد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ورصدت له ميزانية ضخمة وصلت إلى سبعين مليون جنيه بالشراكة مع M.B.C، وقناة الظفرة، ليكون أول ظهور تليفزيوني بعد غياب دام ثلاثين عاماً عن الدراما التليفزيونية. والعمل الذي يحكي قصة شخصية ضابط مصري متقاعد يعمل في السفارة المصرية في تل أبيب، يقرر الانتقام من «إسرائيل» بسبب أعمالها الوحشية في فلسطين، من خلال السطو على بنك إسرائيلي، ولذلك يعود إلى مصر ويتصل بمجموعة من تلاميذه. وتدور أحداث المسلسل حول قيام عصابة يقودها إمام بسرقة بنك ضخم في إسرائيل، وخلال عبورهم بالأموال التي تم السطو عليها تحدث مفارقات عديدة، وعند مرورهم بعدد من الدول يواجهون أحداثاً مفاجئة. واللافت في الحلقات الأولى ظهور الفنان عادل إمام بشخصية مختلفة عما ظهر في الأفلام السينمائية، فكان أكثر جدية في الأداء، ولعل طبيعة العمل لها دور في ذلك، إضافة للواقع المصري والعربي بشكل عام، والذي انعكس على طريقة أدائه، فكان أكثر اتزاناً ونضجاً، خصوصاً في ظل التكهنات عن علاقة مصر وكثير من الدول العربية ب«إسرائيل» بعد الثورات. ورغم حساسية القضية التي يثيرها العمل، إلا أن كاتب العمل، يوسف معاطي، أبرز في العمل سلبيات المجتمع «الإسرائيلي»، وتناقضاته، في إشارة إلى بعض التناقضات التي تشبه إلى حد كبير المجتمع العربي المسلم، فكانت الصورة الأولى للمجتمع «الإسرائيلي» بأنه مجتمع متدين تقوم حياته على التناقضات، من خلال التفافه على بعض تعاليم دينه الذي يحرم لعب القمار، وأكل الجمبري، بينما هم من أكثر شعوب الأرض لعباً للقمار، وأكلا للجمبري. وحاول الكاتب الغوص في التفاصيل الدقيقة للشعب «الإسرائيلي»، وإظهار مدى الشحن الذي يمارس في المدارس والجامعات ضد العرب والمسلمين. الخط الدرامي للعمل يشهد تصاعداً من حلقة إلى أخرى، وهناك ثبات وتمكن في أداء الممثلين، وستتضح صورة العمل بعد منتصف شهر رمضان. ومن العلامات الفارقة في المسلسل، التمكن من قبل الفنانة التونسية سناء يوسف، التي قامت بدور طالبة جامعية في «إسرائيل»، وتبين قدراتها في الحلقات الأولى من خلال إلقائها ندوة تحرض فيها الحكومة «الإسرائيلية» على العرب، وتقول الموت للعرب، وألقت الندوة بأكملها باللغة العبرية، مظهرة قدرتها التمثيلية، وربما سيكون هذا العمل جواز سفر لها نحو النجومية والأضواء، خصوصاً أنها تمتلك الموهبة والثقة في أدواتها. ومن المعلوم أن تغيير النظام، وسقوط الرئيس مبارك، انعكس على المسلسل، حيث اشترط التليفزيون المصري قراءة النص ومراقبة الحلقات، وهذا بالتأكيد انعكس على حلقات المسلسل. وحاولت الجهات المنتجة وضع إمام في موقف حرج عن طريق الإعلان عن عرض المسلسل في رمضان العام الماضي، إلا أنه اتخذ قراره رغم المحاولات الفاشلة لإعادته عن قراره، الأمر الذي غير في منهجية العمل الذي كان أكثر اتزاناً، وقدم السهل الممتنع في مناقشة قضية حساسة بأسلوب مبسط، وفيه ينفي إمام بشكل غير مباشر التهمة التي طاردته فترة من الزمن حول تأييده التطبيع مع «إسرائيل». ورغم تعرض العمل لعدد من المصاعب وفق تصريح لعادل إمام في وسائل الإعلام بسبب صعوبة الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة للتصوير في عدد من الأماكن بسيناء، وتعذر التصوير في سوريا، إلا أن العمل يسير بشكل جيد كبداية، ويعد من أفضل ما يقدم في الفترة الذهبية بين المغرب والعشاء. يشار إلى أن العمل من بطولة عادل إمام، ومحمد إمام، وأنوشكا، وأحمد صلاح السعدني، ونضال الشافعي، وأحمد التهامي، بالإضافة إلى عدد من الممثلين العرب، ومنهم: رندة الحلبي، ومحمد جمال قيش من سورية، وفادي إبراهيم من لبنان، وسناء بنت صلاح الدين من تونس، وغيرهم، وهو من إخراج رامي إمام. لقطة من مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» (الشرق)