ينفذ النادي السعودي في جنوب أستراليا، مشروع إفطار صائم للطلبة المُبتعثين، وللجالية المسلمة في جنوب أستراليا، في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الطلبة المُبتعثين في أستراليا. وقال رئيس النادي ناصر القحطاني المُبتعث لنيل الدكتوراه في مجال التغذية: «إن فكرة المشروع بدأت منذ عام 2008، ولكن لم تكن في شكل يومي، بل كانت مرة واحدة فقط، لكننا قررنا في رمضان هذه السنة تفطير الصائمين يومياً طوال الشهر»، مبيناً أن «النادي يقوم بجهود القائمين عليه، والدعم المستمر من جانب الملحقية الثقافية في أستراليا معنوياً ومادياً، بإعداد وجبة الإفطار في موقعين، الأول في مصلى جامعة فلندرز في اديلايد، والثاني في مسجد وسط المدينة». وأضاف القحطاني: «أن النادي السعودي قام بالتنسيق مع أحد المطاعم التي تقدم الأكل العربي، ليوفر أطباقاً رئيسية خلال شهر رمضان المبارك، كما قمت بالتنسيق مع رئيس اللجنة الاجتماعية في النادي علي اليوسف، وهو أحد الطلاب الذين يعملون، من أجل توفير وجبات شعبية يتم طبخها في البيت. وبالفعل قام بوضع جدول يغطي أيام رمضان كاملة، ويتم فيه تزويدنا بأكلات شعبية مثل: السبموسة، والهريس، والشوربة، واللقيمات، وغيرها». وأشار إلى أن مثل هذه الأجواء «تزيد الألفة والمحبة والتآخي بين الطلبة المُبتعثين المغتربين». ولاقت بادرة النادي السعودي ترحيباً من الطلبة المُبتعثين في أستراليا، الذين تحدثوا عن تجربة الصيام خارج المملكة بعيداً عن أسرهم، فلم يكن المُبتعث محمد التركي يتوقع أن يجد مثل هذه الأجواء في الغربة، ويصف الإفطار الجماعي بأنه «فكرة أكثر من رائعة». فيما قال وليد سعد وهو طالب بقسم التمريض في جامعة فلندرز: «إن مشروع إفطار صائم أراحنا كثيراً، فنحن نداوم من الصباح وحتى الرابعة عصراً، ولا نجد الوقت لإعداد وجبة الإفطار وفق الطريقة السعودية، لذا نحرص أن نأتي هنا لنستمتع في هذه الأجواء الروحانية»، مضيفاً: «تغير أيام وليالي شهر رمضان رتابة بقية الشهور، فالحياة اليومية تتغير في شكل كامل تقريباً، لكن التآخي بين الطلاب يضفي نوعاً من المحبة والألفة التي اعتدنا عليها في الوطن». فيما قال الطالب فيصل العصيمي المُبتعث لدراسة الماجستير في تخصص «نانو تكنولوجي»: «فكرة الإفطار الجماعي هنا ليست في الأكل فقط، بل أبعد من ذلك، إذ تتوفر هنا أجواء روحانية لا يمكن أن تتوفر في أي مكان آخر، فتجد تجمعاً أخوياً، وابتسامة هنا، ودعاء صادق هناك، ونقوم بأداء صلاة المغرب جماعة، وبعدها نتجاذب أطراف الحديث الأخوي، والجميل أن الجميع يسهم في هذا المشروع، انطلاقاً من الرغبة في اكتساب الأجر». ويصف عبدالوهاب المرشد الذي يسعى إلى نيل الماجستير في الإدارة الصحية أجواء شهر رمضان في أستراليا بأنها «تحمل في طياتها لحظات من السعادة والتعاون، في سبيل تأمين أجواء مزدانة بالبهجة، وعلى غرار الأجواء العائلية الرائعة التي اعتدت عليها طوال الأعوام الماضية، فإن التجربة الحالية مزدانة بصدق عواطف الحب والإخاء بين المُبتعثين، الذين يجتمعون سوياً على بعد آلاف الأميال من الوطن، ويتعاونون في ما بينهم لإعداد ما لذ وطاب من المأكولات الرمضانية المختلفة لنتقاسم مفهوم السعادة فوق مائدتنا».