سادت أجواء تفاؤل أمس في أوروبا، أبرزه توقع رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي بقرب الخروج من النفق، فيما شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، على أن منطقة اليورو «لن تتفسخ تحت ضغط أزمة الديون»، لكن أكد ضرورة اتخاذ «إجراءات حاسمة» في القارة العجوز لمواجهة هذا التهديد. وأشار أوباما، الذي كان يتحدث في نيويورك أمام مانحين من الحزب الديموقراطي للمساهمة في حملته الانتخابية، إلى أن الوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة «لا يزال هشاً»، محذّراً من «رياح معاكسة في الأشهر المقبلة». ورأى في كلمته التي ألقاها أمام 60 شخصاً من بينهم مسؤولون في مؤسسات في «وول ستريت»، أن «أوروبا لا تزال تمثل مشكلة، وأناس كثر من الذين يزاولون أعمالاً في أوروبا يعرفون ذلك». إجراءات حاسمة واستبعد أن «يترك الأوروبيون اليورو يتفتت، لكن يجب أن يتخذوا إجراءات حاسمة». وقال: «أمضي وقتاً كثيراً محاولاً العمل معهم، ووزير المال (تيموتي غايتنر) يمضي الوقت الكثير للعمل معهم كي يدركوا أنهم كلما أسرعوا في اتخاذ إجراءات حاسمة كلما أصبحنا في وضع أفضل». وشرح أوباما ما يعتبره «إجراءات حاسمة»، مذكراً بخطة النهوض البالغة نحو 800 بليون دولار التي تبنتها إدارته في ربيع عام 2009. وعلى الضفة الأوروبية، أكد رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي أمس، ثقته في «قرب خروج منطقة اليورو من النفق المظلم»، قبل لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ما عزز توقعات الأسواق بأن تضع الحكومات الأوروبية سريعاً حداً لهذه الأزمة. وقال في حديث إلى إذاعة «راي اونو» الإيطالية، «إننا مثل بقية أوروبا نقترب من نهاية النفق، الذي بدأ يظهر فيه النور». وشدد رئيس الحكومة الإيطالية، على أن «القرارات التي اتخذتها الدول ال 17 ثم ال 27 خلال المجلس الأوروبي في حزيران (يونيو) الماضي، «كانت على جانب كبير من الأهمية، ونرى حالياً تأثيرها مع الاستعداد الضخم للمؤسسات الأوروبية والحكومات» لتنفيذها. وأكد أن «مفتاح الحل» للخروج من الأزمة هو «الشروع من دون إبطاء في تنفيذ القرارات التي اتخذت في بروكسيل». وسيتوجه مونتي إلى هلسنكي ومدريد بعد باريس، في جولة أوروبية، أهم محطاتها هي اجتماع البنك المركزي الأوروبي المقرر غداً الخميس. «المركزي» الأوروبي ويُتوقع أن يحدد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي في هذا الاجتماع، الإجراءات المزمعة خلال اجتماع لمجلس المحافظين، وكان اجتمع أول من أمس مع غايتنر، الذي بحث مع وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي، في جهود أوروبا «لضمان الاستقرار المالي وتشجيع تكامل اقتصادي أكبر، وحفز الانتعاش في منطقة اليورو» وفق بيان الخزانة الأميركية. ومن بوادر الأمل التي تثيرها البنوك المركزية، الترقب الكبير لاجتماع لجنة السياسة النقدية للاحتياط الفيديرالي الأميركي، المحتمل أن يتخذ قرارات جديدة لإنعاش الاقتصاد الأميركي. أما اليونان فلا تزال نقطة سوداء، وتجري الحكومة مناقشات لتوفير 11.5 بليون دولار نفقات إضافية عامي 2013 و2014، للحصول على دفعة من 31.5 بليون يورو من خطة الإنقاذ المقدمة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.