خرج أحمد عبد الرحمن البوشل، من المحكمة الكبرى في مدينة الدمام، أمس، خالي الوفاض، فلم تُعقد جلسة للنظر في قضية ابنه المقتول ب «سم الفئران»، والمُتهمة فيها عاملة إندونيسية فيما كان مقرراً ان تعقد أمس. إلا أن القاضي ناظر القضية، غادر المحكمة، دون أن ينظر فيها. فيما أبلغ البوشل، أن الموعد الجديد للنظر في القضية سيكون مطلع شهر ذي القعدة المقبل. وعبر والد الطفل مشاري، الذي لقي نحبه قبل منتصف شهر رجب من العام الماضي، عن شعوره ب«خيبة الأمل» ما جرى أمس، في المحكمة، مبيناً أنه كان يشعر ب «التفاؤل»، بعد أن أبلغته المحكمة بوصول التقارير الطبية كاملة التي طلبها القاضي في المحكمة، من عدد من المستشفيات والمنشآت الصحية، والتي تسبب عدم اكتمالها في تأجيل ثلاث جلسات سابقة. وقال البوشل، إلى «الحياة» في اتصال هاتفي عصر أمس: «أنتظر عقد جلسة النظر في القضية في كل مرة، على أحر من الجمر. وفي كل مرة تؤجل القضية، بطريقة تشعرني أن هناك مماطلة في إصدار الحكم في القضية»، مبيناً «قمت يوم الأحد، بالاتصال على المحكمة الكبرى في الدمام، لمتابعة مسار القضية، والسؤال عن موعد الجلسة. وأخبرني الموظف أن الموعد سيكون اليوم الاثنين. وعلى رغم أنني أقيم حالياً في الأحساء، إلا أنني قطعت نحو 150 كيلومتراً، وحضرت إلى المحكمة منذ ال12 والربع، بعد صلاة الظهر مباشرة، بحسب الموعد المحدد. ووجدت أيضاً العاملة المُتهمة برفقة السجانة، ومحاميها والمترجمين، وبقينا ننتظر الدخول على القاضي لمدة أربع ساعات». وأكمل الأب، «بعد سؤال أحد الموظفين، عن موعد الدخول على القاضي، أخبرنا أنه غادر المحكمة، ما أصابني بالتوتر والغضب، من طريقة التعامل معي، فهم لم يبلغوني بموعد الجلسة، إلا حين استفسرت أنا. كما أني قطعت مسافة كبيرة، وبقيت أنتظر أربع ساعات، حتى خرج جميع من في المحكمة، بعد انتهاء الدوام فيها. لأفاجأ بمغادرة القاضي لمقر المحكمة، دون إبلاغي بذلك». ونقل البوشل، عن موظف في المحكمة، أن سبب التأجيل، «عدم اكتمال إجراءات ضبط التقارير الطبية، وإدخالها في الحاسب الآلي». مؤكداً «أنني وأسرتي، ما زلنا نصر على تنفيذ شرع الله في العاملة. ولن نتنازل عن قاتلة طفلي»، مناشداً المسؤولين، الوقوف معه، والتوجيه بحسم القضية، بالنطق بالحكم فيها. وكانت جلسات النظر في القضية الأخيرة، تأجلت بسبب عدم وصول التقارير الطبية من مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، ومستشفى القوات المسلحة في الرياض، ومركز السموم في الدمام. إلا أنها اكتملت قبيل حلول شهر رمضان. وتواجه العاملة المنزلية تهمة قتل الطفل مشاري البوشل، الذي كان يبلغ عمره حينها أربعة أشهر، من طريق وضع سم مُخصص لقتل الفئران في رضعته، أثناء غياب أمه. ما أدى إلى تدهور صحته، وعلى رغم محاولات الأطباء في مستشفيات عدة في المنطقة الشرقيةوالرياض إنقاذه، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة العام الماضي، بعد نحو شهر ونصف الشهر من المعاناة، إثر إصابته بزيادة في إنزيمات الكبد وحموضة وسيلان شديد جداً في الدم، إضافة إلى اضطرابات في القلب. واعترفت العاملة المنزلية «نورية» في إحدى الجلسات بقتل الطفل مشاري، ثم عادت وأنكرت، ثم اعترفت لاحقاً.