أوردت صحيفة «يني شفق» المؤيدة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أمس، أن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدارأوغلو سيقاطع مراسم أداء رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، القسم الدستوري رئيساً للبلاد الخميس المقبل. وأضافت انه أتاح لأعضاء الحزب إمكان المشاركة في المراسم. في الوقت ذاته، هددت خير النساء، زوجة الرئيس المنتهية ولايته عبدالله غل، بإطلاق «انتفاضة حقيقية» بعد هجمات عنيفة وجّهها أنصار أردوغان زوجها، سعياً إلى إبعاده من زعامة الحزب الذي أسسه ورئاسة الحكومة. واعتبرت أن تلك الحملة كانت أسوأ من تلك التي تعرّضا لها بعد الانقلاب الأبيض الذي نفّذه الجيش على حكومة الإسلامي نجم الدين أربكان في 28 شباط (فبراير) 1997. وقالت خير النساء خلال احتفال وداعي أقامه غل في قصر شنكايا الرئاسي: «ما حدث أحزننا كثيراً». وسألت: «هل يعتقدون بأننا لا نعرف أي شيء، بأننا لا نرى؟ ندرك كل شيء، وعبدالله لا يقول شيئاً لأنه مهذب. تعرّض لكثير من عدم احترام». وروت أن زوجها كان أحياناً يبعد الصحف من أمامها أو يغلق قناة الاتصال بشبكة الإنترنت، لئلا تنزعج ممّا يُقال عنه. وكتب المعلّق في صحيفة «راديكال» مراد يتكين الذي كان أحد الصحافيين الذي تحدثت إليهم خير النساء خلال احتفال قصر شنكايا، أن الأخيرة تألّمت لأن الهجمات التي طاولت زوجها أتت من «مجموعتنا المسلمة الورعة». وأضافت: «بعض ما عانيناه، لم نشهد له مثيلاً حتى في عهد 28 شباط، عندما كان حجابي موضوع سجالات» في تركيا. وتابعت: «يصعب تصديق ما قيل وكُتِب. أعرف كل شيء، وسألتزم الصمت الآن، ولكن ليس لفترة طويلة. سأطلق انتفاضة حقيقية». وكان غل انتقد «قلة احترام» بدرت تجاهه من قادة في الحزب عارضوا عودته إلى الحزب، وزاد: «بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، سأعود إلى هويتي السياسية برجوعي إلى حزبي الذي أسسته. أنا أول من أسسه ومن ألقى بذرته ومن أعدّ أول برنامج له، وكنت ضمن مجموعة في حركة غيّرنا معاً تركيا في شكل كامل». وذكّر بأنه تولى الرئاسة بوصفه «رجلاً سياسياً لديه هوية سياسية ونضال سياسي كبير»، مستدركاً: «نجحت في تجنّب هويتي السياسية، وحافظت على حيادي، ووقفت على مسافة متساوية من كل الأحزاب والطوائف». ورجّح غل تولي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو رئاسة الحكومة خلفاً لأردوغان، مضيفاً: «علينا جميعاً مساعدته في مهمته. أنا مَن أقنعه بدخول المعترك السياسي. نجاحه نجاح لتركيا كلها، ويجب أن ندعمه جماعياً». واعتبر أن «تركيا ستشهد مستقبلاً واعداً». إلى ذلك، رجّحت وكالة «رويترز» احتفاظ علي باباجان، نائب رئيس الوزراء، ووزير المال محمد شيمشك بمنصبيهما في الحكومة المقبلة. كما تكهنت بتعيين رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، وهو مقرّب من أردوغان، وزيراً للخارجية خلفاً لداود أوغلو، ويلتشين أكدوغان، أبرز مستشاري الرئيس المنتخب، منصب نائب رئيس الوزراء. على صعيد آخر، أوردت صحيفة «جمهورييت» أن فيدان التقى زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان في سجنه، لطمأنته إلى رغبة الحكومة في متابعة محادثات السلام لتسوية القضية الكردية. ونقلت عن بشير أتالاي، نائب رئيس الوزراء، قوله إن فيدان «كرر لأوجلان أن أردوغان سيتابع عملية (السلام) خلال ولايته الرئاسية». وكان متظاهر كردي وجندي قُتلا الثلثاء في جنوب شرقي تركيا، أثناء مواجهات بسبب تدمير تمثال للزعيم الراحل ل»الكردستاني» معصوم قرقماز.