وصل التصعيد المطلبي بين عمال متعهدي غب الطلب وجباة الإكراء في «مؤسسة كهرباء لبنان» ومجلس الإدارة إلى ذروته أمس، ما يجعل ما تبقى من التيار الكهربائي الذي تتغذى منه المناطق اللبنانية ومعه المواطنون ضحية لتجاذبات الساعات الماضية. وكان المياومون جابهوا قرار إدارة المؤسسة نقل فواتير الجباية إلى الشركات المقدمة للخدمات وإخراج فرق تصليح الأعطال من حرم مبنى المؤسسة المركزي في كونيش النهر، بالتجمع باكراً أمس أمام المبنى، وأقفلوا كل مداخل المؤسسة بالسلاسل المعدنية، ومنعوا الموظفين من دخوله كما منعوا الموظفين الذين كانوا يداومون ليلاً من مغادرته. وتجمع الموظفون الممنوعون من الدخول في حركة احتجاجية قبالة المياومين، من دون أن تسجل أي مواجهة بين الجانبين، وأطلقوا النداءات لحل الأزمة التي تتخبط بها المؤسسة ومعها الموظفون. وأقدم المياومون لاحقاً على قطع طريق مار مخايل الداخلية مقابل مدخل مؤسسة كهرباء لبنان بأجسامهم البشرية لفترة قصيرة، كما أحرقوا الإطارات أمام كل مداخل المؤسسة ما أدى إلى عزلها، وفي رد فعل على ما جرى أقدم تجار منطقة مار مخايل - النهر على إقفال محالهم التجارية احتجاجاً على تحركات المياومين والموظفين مقابل مؤسسة كهرباء لبنان. وأكد المياومون في تصريحات إعلامية «أن اعتصامهم مستمر سلمياً حتى تحقيق مطالبهم ودفع أجورهم»، في وقت انتشرت عناصر قوى الأمن الداخلي في مكان الاعتصام في شكل كثيف. وامتد تحرك المياومين إلى المناطق وتحديداً في عكار حيث نفذوا اعتصاماً رمزياً بمشاركة عدد من أبناء المنطقة وأقفلوا الطريق عند مستديرة العبدة لبعض الوقت، مطالبين «بإنصاف المياومين وإعطائهم حقوقهم، وإنصاف عكار وتأمين التيار الكهربائي لها أسوة بباقي المناطق اللبنانية». وناشد موظفو مركز التحكم الوطني (NCC) والمحاصرون في المؤسسة والذي كان من المفترض تبديلهم في السابعة صباحاً بعد 24 ساعة عمل متواصلة ومنعوا من الخروج من المؤسسة في بيان، «جميع المعنيين فك الحصار لعدم تمكنهم من الاستمرار في عملهم، ما سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في شكل كامل وتضرر منشآت المؤسسة، علماً أن أحد الموظفين يعاني من أمراض مزمنة في القلب ووضعه الصحي حرج». فيديو احداث البارحة في مبنى شركة كهرباء لبنان وزير الصحة: ليحاورهم باسيل وكان وزير الصحة علي حسن خليل صرح في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري أن «على وزير الطاقة جبران باسيل محاورة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان أسوة بما يحصل في قضية الأساتذة». مجلس الإدارة وتنادى مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان إلى جلسة استثنائية عقدت في معمل الزوق الحراري حضره جميع مديري المؤسسة، وقرروا بالإجماع «اعتبار المؤسسة مقفلة قسراً بسبب احتلالها من قبل بعض عمال متعهدي غب الطلب وجباة الإكراء لحين إخلائها من جميع محتليها واستتباب الأوضاع الأمنية فيها، علماً أن هذا الإجراء سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كل الأراضي اللبنانية خلال الساعات المقبلة». ولاحقاً، أصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بياناً، طلبت فيه «من المستخدمين العاملين في المبنى المركزي وفي الدوائر المقفلة الالتحاق بأقرب مركز متاح وآمن للمؤسسة»، كما دعا المواطنين إلى عدم التوجه إلى المبنى المذكور «لحين زوال الاحتلال واستتباب الأوضاع الأمنية فيه». واعتبر البيان «أن عملية تسليم الفواتير التي يتحجج بها بعض عمال متعهدي غب الطلب وجباة الاكراء سلمت للجباية وفق الأصول وبناء على توصية من ديوان المحاسبة وقرار مجلس الإدارة وبالتنسيق التام مع القوى الأمنية بتوجيه من وزير الداخلية، مع الإشارة إلى أن القوى الأمنية هي التي حددت المكان والزمان وطريقة تسليم هذه الفواتير إلى شركات مقدمي الخدمات، وبالتالي لم تتم سرقة هذه الفواتير ولا تهريبها من أي جهة كانت كما يروّج بعضهم لتبرير احتلاله للمؤسسة». وذكرت «أن منذ تاريخ الثاني من حزيران الماضي أصبح جميع عمال غب الطلب وجباة الإكراء في مديريتي التوزيع في عهدة شركات مقدمي الخدمات استناداً إلى قرارات مجلس الوزراء في هذا الشأن، إذ انتهت عقود متعهدي غب الطلب من الناحية القانونية والنظامية ولا يمكن إعادة جداول حضورهم ودفع أجورهم بعد هذا التاريخ وفق ما كان معتمد سابقاً». ونبهت المؤسسة «من أن استمرار هذا الظرف الاستثنائي القاهر الخارج عن إرادتها سيؤدي بالتأكيد إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كافة الأراضي اللبنانية خلال فترة وجيزة حيث يُطلب من جميع المواطنين أخذ الاحتياطات اللازمة». وناشد البيان «القوى الأمنية الحفاظ على موجودات المؤسسة في المبنى المركزي وفي سائر الدوائر المحتلة من مستندات ومعدات وأموال وفواتير ووضعوها في عهدتهم». كما ناشد رئيس الجمهورية «تكليف الجهات المختصة إخلاء المبنى المركزي وكل دوائر المؤسسة من المحتلين قبل فوات الأوان ووقوع لبنان في العتمة الشاملة». تدخل الاتحاد العمالي وكان عدد من أعضاء المجلس التنفيذي ل «نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان» أعلنوا في بيان «تعليق مشاركتهم في اجتماعات المجلس حتى تصويب مسار النقابة والعودة إلى الدفاع عن مستخدمي وعمال المؤسسة والحفاظ على كراماتهم مع بذل الجهد لحماية المؤسسة من الانهيار، وذلك بعد إقفال مداخل المؤسسة بوجه المديرين والمستخدمين واعتراضاً على سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها النقابة إزاء ما يحصل في المؤسسة وعدم محافظتها على كرامة مديري المؤسسة ومستخدميها». وعقد اجتماع بين لجنة المتابعة للمياومين ورئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن والنقابيين بسام طليس وكاسترو عبدالله. وانتهى إلى الاتفاق على «إبقاء الاعتصام ريثما يتم دفع المستحقات والرواتب للمياومين». وأعلن غصن بعد الاجتماع وقوف الاتحاد إلى جانبهم، معتبراً أن هذا التحرك «محق وواجب على كل المسؤولين بمستوياتهم كافة»، وقال: «صدر قانون تثبيتكم ويجب أن تبدأ الإجراءات المتممة له، ومن يتعب في المؤسسة ويقوم بواجبه هم الموظفون الحقيقيون أكانوا مثبتين أم مياومين». فيديو احداث البارحة في مبنى شركة كهرباء لبنان