ودع صانع الألعاب أحمد الموسى (31 عاماً) ناديه الوحدة للأبد، إذ تسلّم المخالصة المالية التي أنهت مشواره رسمياً مع «فرسان مكة»، وطوى اللاعب مع بداية شهر رمضان صفحات مسيرته الكروية التي بدأت في سن متأخرة، وبات الموسى اليوم حراً يملك حق التوقيع لأي نادٍ، وعلى عكس حال اللاعب في الأعوام الفائتة، لم يترك رحيله الأثر المتوقع على جماهير الوحدة، نظراً لعدم مشاركته بشكل فاعل مع الفرسان في الموسم الماضي، إضافة إلى تغيبه عن الكثير من المباريات في دوري الدرجة الأولى بسبب الإصابة ما جعل المدرب المصري بشير عبدالصمد يقتنع بعدم جدوى وجوده في ظل بروز العناصر الشابة بشكل لافت في جميع خطوط الفريق. ولم يشفع للموسى ذهابه مع الفريق إلى معسكر تركيا ومشاركته في بعض التدريبات على رغم قرب نهاية عقده الاحترافي إذ تصاعدت وتيرة الخلاف بينه وبين مدربه عبدالصمد، ليجد رئيس النادي علي داود في انتظاره بعد العودة إلى مكةالمكرمة ليمنحه ورقة المخالصة المالية النهائية التي تجيز له حرية الانتقال لأي ناد. ولم يوفق اللاعب أحمد الموسى المولود 27 يناير 1981 في بدايته الكروية محطته الأولى مع نادي الاتحاد بعد تسجيله في كشوفات الفريق لفئة الشباب ليتم تنسيقه بحجة عدم الاستفادة من إمكاناته الفنية، ليتجه بعدها إلى الحواري لإشباع موهبته الكروية إذ استمر فيها لأكثر من ستة أعوم أذهل خلالها المنظمين لدوريات الأحياء حتى اصطادته أعين كشافي الوحدة عام 2007 وقادته للتدريبات الفريق الأول تحت إشراف المدرب الألماني آنذاك ثيو بوكير الذي أعجب بأدائه وموهبته الفنية وطالب بسرعة تسجيله في كشوفات الوحدة، مؤكداً أنه سيكون مكسباً كبيراً لفرسان مكة، بومها بدأ الموسى مشواره الحقيقي في عالم المستديرة، وفرض نفسه بقوة على الخريطة الوحداوية التي حققت في العام ذاته المركز الثالث في الدوري السعودي، لينضم سريعاً إلى المنتخب السعودي المشارك في كأس آسيا 2007، ويقدم أداءً باهراً أشاد به النقاد، والمتابعين في تلك الدورة. ولفت الموسى الأنظار في الأعوام الماضية بموهبة الكروية وإمكاناته الفنية العالية ولمساته المهارية، وامتاز اللاعب بفكره الكروي الرفيع، وتجاوز اللاعبين مستغلاً مهاراته الفردية بكل هدوء في أصعب المواقع وأضيق المساحات، حتى قال عنه الألماني بوكير: «أحمد الموسى استثناء كروي لم أرى له مثيلاً في الملاعب السعودية في الفترة الحالية، لديه قدرة مهارية خارقة تجعله يتجاوز لاعبين في أصغر المساحات»، بينما قال عنه مدرب المنتخب السعودي البرازيلي السابق هيليو أنغوس: «الموسى ظاهرة كروية سعودية، اكتشفت موهبته مع فريقه الوحدة، وكنت سعيداً أن منحته الفرصة كاملة في كأس آسيا 2007 وأكثر سعادة أنه لم يخب ظني فيه حتى بات من أبرز وأميز النجوم في سماء القارة الآسيوية في ذلك العام».