يوماً بعد يوم تزداد لهفة الشارع الرياضي السعودي لمعرفة أدق تفاصيل صفقة انتقال اللاعب المهاري الأول في الميادين المحلية الخضراء لاعب الوحدة الموهوب أحمد الموسى (28 عاماً) لفريق النصر، بعد العرض الاحترافي الكبير الذي وصل إلى 22 مليون ريال، تفاؤل نصراوي في العاصمة الرياض وترقب لإنهاء الصفقة الرابحة في أسرع وقت، وثقة كبيرة وارتياح تام يسود الأجواء في العاصمة المقدسة من الجماهير الوحداوية بأن الجوهرة السمراء لن تغادر أسوار النادي وستبقى مع الفرسان في الموسم الرياضي الجديد، خصوصاً بعد القرار الحاسم الذي اتخذته إدارة الرئيس عبدالمعطي كعكي بمنع مسلسل الانتقالات التي تضرر منها الفريق في الأعوام الماضية، وأن إدارته لن تسمح بالتفريط في أي لاعب مميز سواء أكان الموسى أم غيره من اللاعبين طوال فترة التكليف التي تستمر عاماً واحداً، مؤكدة أنها تطمح إلى دعم صفوف الفريق وتقوية خطوطه بالتعاقد مع محترفين أجانب على مستوى عالٍ من الكفاءة الفنية، وجلب لاعبين محليين بارزين، وليس التفريط في كنوز النادي وثرواته المكتسبة، وأنها ستكون إدارة تطوير وليست إدارة تدمير في العام الجديد. وما بين الأماني النصراوية والطموح إلى رؤية الموسى يرتدي الشعار الأصفر والأزرق، والرغبة الوحداوية الشديدة في بقاء اللاعب في صفوف الفرسان، كثرت الأقاويل وزادت الإشاعات وبرزت التكهنات في المجالس الرياضية، وأصبح اللاعب أحمد الموسى الشغل الشاغل للوسط الرياضي عموماً والنصراوي والوحداوي خصوصاً، فهناك من ردد أن اللاعب لن يتدرب مع الفرسان مرة أخرى، وهناك من جزم بأن الموسى سيكتفي بأداء التدريبات ولن يشارك في المباريات، وفئة أكدت أنه سيلعب مع الفريق من دون رغبة، وأخرى شددت على أنه سيطالب إدارة ناديه بالموافقة على انتقاله لصفوف العالمي، وغيرها من الأقاويل والأحاديث الساخنة التي ترددت في الشارع الرياضي في لحظة كان فيها اللاعب بعيداً عن أجواء الوطن يقضي إجازته السنوية مع أفراد أسرته خارج السعودية، ولكن الغمامة انجلت والحقيقة ظهرت سريعاً عندما عاد اللاعب أول من أمس وانخرط في تدريبات فريقه التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري، وشوهد بهمة ونشاط وروح معنوية عالية، مؤكداً بعد أول تدريب أنه يعتز كثيراً بوجوده مع فريقه فرسان مكة الذي قدمه لعالم الأضواء والنجومية وأوصله لتمثيل منتخب الوطن في المحافل الخارجية، مضيفاً أنه لا يمكن له أن يتعالى على الفريق مهما كانت الظروف والمسببات، وأنه مقتنع جداً بوضعه الحالي الذي رأته إدارة النادي، وسيبقى تحت تصرف ناديه الأول سواءً بالاستمرار معه والبقاء في صفوفه أم الانتقال إلى فريق النصر في حال موافقة مسيري النادي على ذلك، والأهم عنده أولاً وأخيراً مصلحة ناديه الوحدة التي يضعها فوق كل اعتبار. وشق اللاعب الموهوب أحمد الموسى المولود في 27 كانون الثاني (يناير) 1981 طريقه إلى عالم النجومية بسرعة الصاروخ قبل عامين، وتحديداً أثناء المشاركة مع «الأخضر» في نهائيات كأس آسيا 2007، وهو العام نفسه الذي سجل فيه بكشوفات الوحدة رسمياً، إذ لم يوفق اللاعب في بدايته الكروية التي تعثرت كثيراً في محطة فريق الاتحاد بعد تسجيله في كشوفات الفريق من خلال فئة الشباب، ليتم أخيراً تنسيقه بحجة عدم الاستفادة من إمكاناته الفنية، ليتجه الموسى إلى ملاعب الحواري والأحياء لإشباع موهبته الكروية ويستمر فيها أكثر من ستة أعوم، كان فيها نجماً مبدعاً أذهل المنظمين والمتابعين لدوريات الأحياء، حتى اصطادته أعين كشافي الوحدة وقادته للتدريب مع الفريق الأول تحت إشراف المدرب الألماني ثيو بوكير الذي انبهر بموهبته الأدائية وطالب بسرعة تسجيله في كشوفات الوحدة، مؤكداً أنه سيكون مكسباً كبيراً لفرسان مكة وسيؤدي أدوار الكثير من المحترفين الأجانب الذين مروا على الفريق. ويتمتع النجم اللامع والجوهرة الوحداوية السمراء أحمد الموسى بموهبة كروية من أعلى طراز، وإمكانات فنية عالية ومهارية هائلة، وفكر كروي رفيع، وقدرة عجيبة على تسحيب اللاعبين وتجاوزهم بكل هدوء في أصعب المواقع وأضيق المساحات، حتى قال عنه الألماني بوكير: «أحمد الموسى فلتة كروية لم أَرَ له مثيلاً في الملاعب السعودية في الفترة الحالية، لديه قدرة مهارية خارقة تجعله يسحب لاعبين اثنين في مساحة لا تتجاوز المتر». وقال عنه مدرب المنتخب السعودي البرازيلي السابق هيليو آنغوس: «أحمد الموسى ظاهرة كروية سعودية، واكتشفت موهبته مع فريقه الوحدة، وكنت سعيداً بأن منحته الفرصة كاملة في كأس آسيا 2007 وأكثر سعادة بأنه لم يخيب ظني فيه، حتى بات من أبرز وأميز النجوم في سماء القارة الآسيوية».