انتقد اختصاصيان في علم النفس والاجتماع عدداً من المسلسلات الخليجية التي تعرض حالياً، كونها تحرّض الفتيات على الهروب من منازل أهاليهن، والتمرد على واقعهن. وقال اختصاصي علم النفس الإكلينيكي وليد الزهراني ل «الحياة»: «خلال شهر رمضان يستخدم عدد من المنتجين أسماء مثيرة لأعمالهم، منها «بنات العيلة»، و«ملحق بنات»، و«بنات الجامعة»، و«حكايات بنات»، و«سكن الطالبات»، و«مطلقات صغيرات»، و«امرأة تبحث عن المغفرة»، وجميع هذه المسلسلات تناقش حياة الفتيات، ما يجعل عدداً من متابعاتها يفكرن بأن الدور يجسّد وضعها داخل أسرتها، وفي هذه المرحلة تواجه الفتاة صراعاً نفسياً كبيراً وترفض الواقع الذي تعيش به بحجة أن المجتمعات أصبحت منفتحة، ويولد حقد اتجاه الأسرة والمجتمع». وأضاف: «هناك فتيات يأخذن أخطر الصفات التي بدأت تغزو عقولهن من خلال هذه المسلسلات، إذ يطالبن بالانفتاح ويعملن على تقليد بطلات المسلسل في الكلام واللبس والصفات، ما يلغي شخصيتها، وكذلك قصص الغرام، خصوصاً اللاتي يعانين من فراغ عاطفي لانشغال الوالدين عنهن، وهذا يعطي غزواً ثقافياً فكرياً خاطئاً، يجعل الفتاة تطالب بحريتها وإثبات رأيها من دون أي رقيب». وذكر أن هناك فتيات يعتقدن أنهن محرومات، وحياتهن مليئة بالاضطهاد والظلم، «ومن هنا تنشأ الخلافات الأسرية بسبب التمرد ورفض أوامر الأسرة والمجتمع وكسر العادات والتقاليد، وتصبح لديهن عدوانية داخل الأسرة، ما يتسبب في إصابة الفتاة باكتئاب شديد يجعلها ترفض الحياة التي تعيشها، ويصبح أمامها خيار الهروب من أسرتها التي تعتقد أنها تمارس عليها العنف». وأوضح الاختصاصي الاجتماعي خالد القحطاني أن سبب هروب الفتيات من منازل ذويهن يعود إلى رفضهن لواقعهن، وكذلك مشاهدة المسلسلات التي تحاكي عمرهن، إذ تطالبهن تلك الأعمال الدرامية بأخذ حريتهن المطلقة، التي تأخذها الفتاة من هذه المسلسلات، على رغم أنه لا يتناسب مع قيم وتقاليد الأسر الخليجية. وأضاف أن ما يقدم في المسلسلات التي تحاكي فئة المراهقات يعتبر مادةً دسمة تستفيد منها القنوات، لكنها تضر بالمجتمع: «نرى في بعض الأعمال الرمضانية مشاهد للعلاقات المحرمة بهدف الزواج، أو خروج الفتاة مع زميلاتها من دون رقيب ولا حسيب، وهذه مضرة للبنات، وقد تتسبب في التفكك الأسري». ولفت إلى أن المشكلات التي تعاني منها بعض الأسر بسبب عدم الحفاظ على الدين والقيم، وكذلك الوعي، إذ إنه يعود للأسرة أولاً، ثم إلى الفتاة، لأنها لا توجد لديها قيم ثابتة وتنجرف مع أي تيار. يذكر أن معظم الأعمال الخليجية التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي تناقش قضايا الفتيات، إذ تغيب عن تلك الأعمال الجوانب التربوية في التعامل مع الأبناء، خصوصاً البنات.