كشفت دراسة أعدتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن 90 % من الهاربات دون ال25 و معظمهن لم يجتزن المرحلة الثانوية. وتندرج الفئة العمرية للهاربات بين 16 و20 سنة بنسبة 51.4 %، تليها الفئة العمرية بين 21 و25 سنة بنسبة 38.5 %. وذكرت الدراسة أن 58.7 % من الفتيات الموقوفات من فئة الطالبات وأن أكثر من نصف الهاربات حصلن على الشهادة المتوسطة كحد أعلى، إذ شغلت هذه الفئة نسبة 52.3 %، تلتها فئة الحاصلات على الشهادة الثانوية بنسبة 36.7 %. وتطرقت الدراسة الجامعية إلى عينات متعددة في المناطق الإدارية الأربع التي توجد بها دور رعاية الفتيات في الرياض، الشرقية، مكةالمكرمة، وعسير، إذ بلغت الفتيات السعوديات الهاربات الموجودات في دور رعاية الفتيات وسجون النساء 109 فيما يبلغ عدد الأخصائيات الاجتماعيات 33 أخصائية ممن يعملن في دور رعاية الفتيات وسجون النساء بالمناطق الأربع. الحرية المفترى عليها الحرية المفترى عليها ليست هي النافذة الوحيدة التي يهرب عبرها الفتيات.. تتعدد الأسباب والمحصلة واحدة هروب فتيان ومراهقات من دفء الأسرة إلى عالم الفسوق والعصيان. البعض يرجع الحالة إلى عنف أسري تدفع الصبايا إلى الحل السهل خصوصا إذا وجدت هذه البذرة الفطرية والرغبة في الانفلات من يرعاها وينميها فما أكثر ذئاب الشوارع. «عكاظ» فتحت الملف الحساس بشواهده وسكبت الملح على الجرح فتبين أن الهروب عند البعض ترتبط بالثقافة والبيئة المحيطة بالهاربة وتدني المسؤولية الاجتماعية عن أصحابها. التقليل من حجم الخطر وترفض الأخصائية الاجتماعية سوزان المشهدي التقليل من حجم خطر هروب الفتيات لاسيما من الناحية الاجتماعية والنفسية للأسر المتضررة، وتلخص المشهدي عدة عوامل تتحمل مسؤولية الحالة أو الظاهرة؛ منها: العنف الأسري وضعف الرقابة الأبوية، وتردي العلاقات العائلية بسبب الطلاق أو التعدد، ولعل السبب الأخير أي التعدد كما تقول الأخصائية المشهدي، يعد القاسم المشترك في أغلب الحالات، فالفتاة عندما تفقد والدتها بالطلاق أو التعدد أو بالوفاة تصبح تحت سيطرة زوج الأب الظالمة لتبحث البنت عن ما يعوض عواطفها المفقودة خارج دفء الأسرة وحنان العائلة. ومن الأسباب قلة الوازع الديني وتعاطي السموم والتأثيرات السلبية الخطيرة من وسائل الإعلام وبعض الأعمال الدرامية والمسلسلات التي تعتبر هروب الفتاة وسكنها مع صديقها في منزل منفصل من الأشياء المعتادة. تطبيع الهروب .. مشكلة ولا يختلف الباحث التربوي أحمد الثقفي كثيرا عن ملخص رأي الأخصائية المشهدي ويضيف أن الظاهرة باتت تهدد كافة المجتمعات المحافظة لاسيما في الخليج ويحمل الثقفي بشدة على ما أسماه الغفلة العائلية، وتجاوز رب الأسرة عن مسؤولياته في الرقابة والرعاية وتوفير الدفء العاطفي لأسرته فالعائلة هي الخلية الأولى في بناء المجتمعات. في المقابل، يقترح طلال الناشري مدير الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد عدة حلول لمعالجة إشكالية هرب الفتيات منها حقن الشبان والشابات بالقيم الفاضلة ومبادئ الشرع الحنيف مع ضرورة رفع وعي الأسرة ومراقبة الأبناء والبنات بعيدا عن تقييد الحرية واستلاب الفكر ومصادرة الرأي. وتنبيه الصغار بعدم الاختلاط بأصدقاء السوء والرفقة غير المأمونة، وتتحمل المؤسسات التربوية مسؤولية المشاركة في وضع الحلول إلى جانب تفعيل دور المرشدات الاجتماعيات في فن التعامل مع الطالبات المراهقات. ويوصي الناشري أجهزة الإعلام بالقيام بدورها في تقليص الظاهرة من خلال النشر الواعي لقضايا الهروب والتصدي للأدوات الإعلامية الغريبة التي تشجع الفتيات على الهرب والتمرد على قيم العائلة.