يبدو ان العالم بدأ يتجاوز فكرة النمو والتطوير الاعتيادي للقطاعات الإنتاجية، وبات ضرورياً وضع آليات وأفكار وأطر عمل وتطوير ذات طابع متميز ليُتاح تنفيذها مع مقدار جيد من احتمالات النجاح والاستمرار. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى ان «الأمر يبدو أكثر وضوحاً عند الحديث عن قطاعات الإنتاج الرئيسة، وعلى رأسها قطاع الطاقة بشقّيه التقليدي والمتجددة، إذ لا يمكن ان تكون خطط تطوير عمل هذا القطاع وإنتاجيته ضمن الخطط القصيرة الأجل، ومن دون تخطيط عميق وبعيد المدى، في حين يتطلب تطور مصادر الطاقة المتجددة ووضعها في إطار الإنتاج الحقيقي اختصاصاً وخبرات علمية وعملية معقدة، إلى قنوات تمويل متطورة وخبرات متنوعة». ولفت إلى ان «قطاع الطاقة يُصنّف من أهم القطاعات الإنتاجية لجهة تركيز قنوات التمويل والاستثمار في العالم واهتمامها، وضمن هذا المفهوم، فإن اقتراب أهداف قنوات التمويل ومتطلبات قطاع الطاقة سيخلق مستوى جديداً من الاستثمار يكون قادراً على مجاراة التنوع والتطور في القطاع، وسيعمل على نموه والأنظمة المالية والمصرفية لدى الدول المعنية». وشدّد على ان «الأطراف الفاعلة لدى قطاعات الطاقة والأنظمة المالية والمصرفية لم يصلوا إلى بلورة حزمة الأهداف المشتركة ولم ينجحوا في تجاوز كل المعوقات التي تحول دون تسهيل آليات التمويل والاستثمار وتطويرها، نظراً إلى وجود فجوة كبيرة متعلقة بطبيعة عمل كل من القطاعين، فقطاع الطاقة قطاع متطور وتُطوره كل الدول والشركات العالمية، إضافة إلى ان آلياته ومكوناته وتصنيفاته ما زالت غامضة بعض الشيء، في حين ان القطاع المصرفي تحكمه آليات وتشريعات ذات طابع متحفظ تقوم على إدارة الأخطار والاستثمار القصير والمتوسط الأجل». والخروج من هذا الوضع يتطلب من الأنظمة المصرفية تطوير قدراتها وخبراتها وتأسيس دوائر متخصصة بكل مكونات قطاع الطاقة، تكون قادرة على تقويم الفرص الاستثمارية الحالية والمتوقعة، وفق التقرير، الذي أكد ان «على رغم حال عدم الاستقرار التي تشهدها الأسواق المالية العالمية، إلى جانب التحديات الكبيرة التي تعيشها التكتلات الاقتصادية الكبرى، إلا ان قطاع الطاقة يشهد إنجاز مزيد من عقود التمويل والاستثمار المتخصص، ولا تزال غالبية مراحل التطوير والتوسع غير منجزة وتحتاج إلى مزيد من الجهد والتعاون بين الأطراف». أخبار الشركات واستعرض التقرير أبرز أخبار شركات النفط والغاز في الخليج، ففي السعودية أعلنت «الشركة السعودية للكهرباء» تنفيذ مشروع لربط القيصومة حفر الباطن، ومشروع ربط الجوف وعرعر بالشبكة الكهربائية العامة، بكلفة تبلغ 1.688 بليون ريال (426.6 مليون دولار). وسينتهي المشروع الأول في آذار (مارس) 2013، والثاني في نيسان (أبريل) 2013. وتعتزم شركة «أرامكو السعودية» دعوة الشركات إلى تقديم عروضها والمنافسة على ثلاثة عقود لبناء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء في المنطقة الشرقية. وتستخدم المحطات الثلاث الغاز والماء في توليد الكهرباء بطاقة إنتاجية إجمالية تعادل 770 مليون واط من الطاقة و2.95 مليون رطل بالساعة من البخار. ولم تُذكر تفاصيل عن قيمة العقود، ولكن الشركات الفائزة ستطوّر المحطة وتشغلها ل 20 عاماً، على ان تتحوّل ملكيتها بعد ذلك إلى «أرامكو السعودية». وفي العراق، أطلقت السلطات المرحلة الأولى من الإنتاج النفطي لحقل الحلفاية في محافظة ميسان جنوب البلاد بطاقة أولية تبلغ مئة ألف برميل يومياً، على ان تصل إلى 600 ألف برميل يومياً عام 2016. وشارك في حفل الافتتاح ممثلو تحالف الشركات المنفذة للمشروع وهي: «بتروشاينا» الصينية و «توتال» الفرنسية و «بتروناس» الماليزية. وفي الإمارات، أعلنت «دودسال» العالمية، التي فازت بعقد تنفيذ مشروع خطوط الغاز من «حبشان المقطع الطويلة» قيمته 450 مليون دولار، أنها بدأت العمليات الفعلية لتنفيذ المشروع. وأوضح الرئيس التنفيذي ل «شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة» (جاسكو) ان شركة «بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) في صدد زيادة كميات الغاز لزبائنها بنحو 75 في المئة من 2.24 مليون متر مكعب يومياً إلى 3.91 مليون متر مكعب، مؤكداً ان ذلك سيحصل عند الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع بداية عام 2015. وفاز تحالف «شركة الإنشاءات البترولية الوطنية» (ان بي سي سي) وشركة «تكنيب» الفرنسية في أبوظبي بعقد التصميم والشراء والتصنيع والتركيب الخاص بالمرحلة الأولى لتطوير حقل «زاكوم البحري» (زادكو) لرفع الإنتاج إلى 750 ألف برميل يومياً، بينما أكدت مصادر في صناعة النفط ان القيمة الإجمالية للمرحلة الأولى للمشروع تبلغ نحو 2.95 بليون درهم (800 مليون دولار)، ويُتوقع انتهاء المشروع خلال 36 شهراً. وأعلن الرئيس التنفيذي ل «شركة أبو ظبي لتسييل الغاز المحدودة» (أدجاز) بمناسبة تسلم «شركة أدجاز للوحدات التصنيعية» مشروع الغاز المتكامل تصنيعه في كوريا، ان الإنجاز يشكل بداية مرحلة تسريع الخطى في استكمال المشروع، لافتاً إلى ان القيمة الإجمالية للمشروع تبلغ نحو 11 بليون دولار. ودشنت البحرين محطة العرين لنقل الكهرباء جهد 220 كيلو فولت بكلفة بلغت 13.3 مليون دينار (35.2 مليون دولار)، والتي تزود مناطق الزلاق والمالكية والوسمية والصخير، إضافة إلى مشروع العرين ومشاريع تنموية أخرى في المنطقة. وفي عُمان، أعلنت شركة «اي بي بي» السويسرية أنها حصلت على عقد قيمته 100 مليون دولار لبناء وحدة للمكثفات، مؤكدة أنها سجلت قيمة العقد الذي حصلت عليه من «شركة تنمية نفط عمان» في نتائج الربع الثاني.