واحد يحلب وواحد يشد المحلب يقال في العمل البسيط يتعاون عليه اثنان أو أكثر تضييعاً للوقت وتملصاً من العمل. فالمثل يأتي في سياق التنديد بهذا السلوك وبكل من يلتمس الأسباب الواهية، كعدم القدرة مثلاً لكي لا يؤدي واجبه كاملاً. المحلب تنطق بفتح الميم الدارجة ولو أن الأصل كسرها. لكن في قرية «أهل الحمرا» يسمى المحلب: «الحلاب» على وزن فعال. بينما الأصل الحلاب بكسر الحاء وتخفيف اللام. والحلاب والمحلب يطلقان على آنية الحلب. واحد عفس على جمرة والآخر عفس على تمرة يقال في اختلاف حظوظ الناس في هذه الحياة. هذا حظه خير كله (تمر) والآخر حيف كله (جمر). وكثيراً ما يضرب هذا المثل أيضاً في الزواج بامرأة صالحة أو طالحة بحسب المقام والعفس في الدارجة هو وضع الرجل الشيء أثناء المشي. لا العفس المعروف في الفصحى والذي يعني الضرب على العجز أو الجذب إلى الأرض بقوة أو الحبس والابتذال والكلمة مستعملة كثيراً في الدراجة وتعني الدوس العنيف أو الإهانة أيضاً بحسب المقام. واحد عندي ولا عشرة عند الناس يقال في عدم الاتكال على ما أقرضته من مال للغير. كما يقال في التحذير ضمنياً من إقراض المال للغير لما يترتب عن ذلك في الغالب من مشكلات. والملاحظ أن مثل هذا المثل لا يمكن أن يصلح للاقتداء في كل الظروف والأحوال لما فيه من تشاؤم وانغلاق على النفس. واحد يغسل والآخر يقول: «استف» يقال في الرجل يكد ويجتهد ويتعب لكن في نهاية الأمر ينال ما يناله القاعد المتفرج، فالحظوظ بين الناس في هذه الحياة كما يرى صاحب المثل ليست على قدر المجهود المبذول. كما يقال في الكسول المتشدق بالعمل المنتقد لعمل الآخرين. واحد ما راح من الدنيا سالم يقال في الكارثة تحل بالرجل ولم يكن يتوقعها أحد. ويقال في الحديث عند سماع مشكلات الغير ممن كان يظن أنهم بمنجاة من المشكلات. واحد من قصر لقصر والآخر من قبر لقبر يقال في اختلاف حظوظ الناس في هذه الحياة هذا سعيد منذ الولادة فينفق من ماله على المشاريع الخيرية فيتيح له إنفاقه الدخول إلى الجنة في الآخرة كما يعتقد عامة المؤمنين فهو ينتقل من سعادة الدنيا إلى سعادة ونعيم في الآخرة والآخر يحيا حياة الشقاء والحيف والخصاصة كما لو أنه يحيا في قبر إلى أن يموت فيدفن في قبر.