مع كامل احترامي لمشايخنا الأفاضل ولكبار العلماء وللجميع من دون استثناء، ولكن الفتاوى والردود والمقابلات التي تجرونها وتصرحون بها لا يفهم منها إلا شيء واحد فقط لا يختلف عليه اثنان. إنكم يا علماءنا الأفاضل لا تعرفون عن النساء إلا أنهن إمعات لا يعرفن مصلحتهن عاطفيات مندفعات، خلقن فقط لخدمة كائن آخر وإنجاب الأطفال له، غضبهن قلة عقل، ورفضهن نقص عقل ودين، وطموحاتهن تقليد للغرب، ونماذج أخرى لا يتسع المجال لذكرها الآن فقد قتلتها بحثاً وصراخاً. المرأة في مجتمعي قاصر إلى الأبد مهما بلغت من العمر ومهما قدمت من تضحيات ومهما أثبتت في كثير من الأحيان أنها أرجل من بعض الذكور، وأقول كلمة أرجل على رغم اقتناعي بها هنا لأنها لا تتناسب مع النساء، ولكنها مقبولة اجتماعياً وتقرب وجهة نظري. التصريح الأخير ولا أدري هل ما قرأناه هو مقابلة لأحد كبار العلماء، أم رد على استفسار، أم لقاء إذاعي أم غيره عن خطورة ترك الأجهزة الإلكترونية الحديثة في أيدي الأطفال والنساء، وخطورة سيئي السمعة ال«فيسبوك» و«تويتر» عليهما أيضاً في ما يتعلق ببناء العلاقات غير الشرعية والتساهل في التعامل بين الجنسين وما تجلبه الفكرة نفسها من مضرة. حصر الاستفادة من هذه المواقع وهذه الأجهزة لأهل المروءة العقلاء وأهل الدين مع استثناء النساء منها يشكّل إهانة بالغة وغير مقبولة. ولا أدري أو هل أحلم بأن نجد تصريحاً آخر بمثابة اعتذار عن هذه الجمل الخطرة التي تستوقفني ولا أستغربها لما أراه أمامي وأسمعه وأعرفه تمام المعرفة؟ لهذه التصريحات أثر كبير على نظرة الجميع للمرأة، لذلك يهرب منها المؤجرون ولا يسمحون لها بأن تستأجر شقة باسمها، ولذلك تهرب منها الفنادق، لأن الريبة والشك يسيطران على من يعمل فيها، فكما قرأت تصريحاً لأحد الموظفين في صحيفة الشرق عن موضوع إسكان النساء والإشكالات التي ما زالت قائمة على رغم وضوح القرار الرائع بأننا لا نسكن المرأة في كثير من الأحيان إلا لو كان معها محرم وأطفال ونمتنع ونعتذر بعدم وجود غرف عندما تكون بمفردها ولا تظهر عليها بوادر الصلاح (سأترك جملة بوادر الصلاح في حالها لأنني صائمة ولا أريد أن أستفز نفسي اليوم)! ولذلك يحكم القضاة بالحضانة للأب لأنه بوصفه ذكراً جمع مع الفئة المصطفاة من أهل المروءة وأهل الدين والعقلاء حتى لو كان أفسد الفاسدين، لذلك لا يحترم الجيل الجديد من الذكور أمهاتهم لأنهم ينظرون إليها على أنها قاصر وغير رشيدة، حتى ولو بلغت السبعين من العمر، وحتى لو تبوأت أهم المناصب. [email protected] s_almashhady@