ارسل لبنان امس مذكرة الى السفارة السورية لديه عبر القنوات الديبلوماسية، تتضمن عرضاً للخروق التي حصلت من قبل القوات السورية للحدود اللبنانية، مرفقة ب «أمل بعدم تكرارها» وتأكيد «الحرص على أمن الحدود بين البلدين»، وذلك من دون استدعاء للسفير السوري علي عبد الكريم علي الى وزارة الخارجية. وعلمت «الحياة» أن مسوّدة المذكرة التي أعدها وزير الخارجية عدنان منصور أُخضعت لتعديل من قبل رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، ووُصف النص النهائي بأنه «اكثر من لفت نظر وأقل من احتجاج». والتأخير الذي سُجل بين تاريخ طلب رئيس الجمهورية (الإثنين الماضي) تسليم السفير السوري احتجاجاً لتسليمه الى السلطات السورية، وبين موعد ارسال المذكرة (امس)، تخلله حملة في الاعلام الرسمي السوري ضد خطوة الرئيس سليمان، ورافقه إرسال السلطات السورية مذكرة احتجاج عن طريق السفارة اللبنانية في دمشق موجهة الى الخارجية اللبنانية تتضمن الموقف السوري القائل إن ما يحصل هو «دفاع عن النفس، وإن مسلحين يتسللون من الأراضي اللبنانية الى سورية، وإن مجموعات إرهابية تطلق النار على مراكز امنية سورية من لبنان». وفيما غابت مسألة المذكرة اللبنانية عن نقاشات مجلس الوزراء في جلسته امس في السراي الكبيرة، فإنها حضرت في مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي قال أمام زواره نقلاً عن منصور، إن الاخير لم يتأخر في وضع المذكرة، وإن قيادة الجيش اللبناني تأخرت في تزويده صورَ المنازل المهدمة التي استُهدفت في منطقة القاع والتوغل الذي حصل حتى امس. وأبلغ منصور الصحافيين المعتمدين انه بعث «بمذكرة احتجاج الى السلطات السورية عبر القنوات الديبلوماسية تتعلق بالخروق الحدودية وما حصل في مشاريع القاع وتطالب بعدم تكرار الأمر». وكان أكد في حديث إذاعي أن «لا التفاف على طلب رئيس الجمهورية، وأن طلبه محترم بالدرجة الأولى»، موضحاً أنه «انتهى من كتابة مسوّدة المذكرة، وان ذلك يتم بالتنسيق التام مع الرئيس سليمان». ولفت إلى أن «المذكرة لن تتضمن احتجاجاً بل مجرد إشارة الى بعض الخروق التي لم تحصل بشكل متعمد»، مشيراً إلى «وجود ملاحظات من الجانب السوري سيتسلمها الجانب اللبناني»، ومعتبراً أن «من المعيب طلب طرد السفير السوري، لأنه لم يتخط الحدود الديبلوماسية». وفي السياق، اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية جوزف المعلوف «ردّ السفير السوري على احتجاج رئيس الجمهورية على الخروق السورية غير مقبول»، ولاحظ ان منصور «بعث بمذكرة وليس كتاب احتجاج كما طلب سليمان، ما يعني عدم احترام رغبة الرئيس».