في أعنف معركة مع حزب العمال الكردستاني منذ إعلان الأخير وقف النار في أيار (مايو) 2013، في إطار التمهيد لحل سلمي للقضية الكردية، اعلن الجيش التركي أن جنوده صدوا هجوماً شنه حوالى 200 متظاهر من الحزب في قرية ليجة التابعة لمحافظة دياربكر (جنوب شرق). لكن ذلك لم يمنع أنقرة من تأييد بدء مفاوضات «مباشرة» مع قيادة «الكردستاني» لتحريك عملية السلام التي أطلقت في 2012 قبل أن تتوقف. وكان زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان المسجون في جزيرة إمرلي قال السبت الماضي إن «النزاع المستمر منذ 30 سنة بين الحزب والسلطات التركية يقترب من نهايته»، مشيداً ببداية عملية ديموقراطية جديدة في تركيا. وأوضح الجيش أن المسلحين الذين «اندسوا بين متظاهرين»، استخدموا قنابل ورشاشات خلال عمل قوات الأمن لإزالة تمثال لأول قائد ميداني في حزب العمال الكردستاني محسوم قرقماز، كان شُيّد في شكل مفاجئ قبل أيام في مقبرة يولاتشي المخصصة لدفن قتلى الحزب. وأشار إلى أن الاشتباكات ألحقت أضراراً مادية، وأدت إلى إصابة مدرعات ومروحيات عسكرية بطلقات رصاص من دون أن تخلّف خسائر في الأرواح أو إصابات، بينما انتهت التظاهرة بهدم التمثال الذي يظهر القائد الكردي في وضع قتالي وإلى جانبه بندقية، ومقتل متظاهر كردي في العشرين من العمر برصاصة في الرأس، وجرح اثنين آخرين على الأقل إثر إطلاق الجنود رصاصاً وغازاً مسيلاً للدموع. وأكد الجيش أنه نفذ أمر المحكمة بإزالة التمثال الذي «يمثل دعاية لحزب إرهابي». لكن زعيم حزب الحركة القومية دولت باهشلي انتقد ما سماه «غفلة القوات الحكومية» التي أدت إلى بناء تمثال كبير لإرهابي معروف تسبب في قتل أتراك. واعتبر أن ما حدث نتج من تراخي قبضة الحكومة وتفاوضها مع حزب العمال الكردستاني، محذراً من تكرار هذه «الأعمال الاستفزازية». وفي مقابلة مع محطة «أن تي في»، أوصى نائب رئيس الوزراء بشير أتالاي بتوسيع المفاوضات المفتوحة مع زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان الى قيادة الحركة الموجودة حالياً في جبال قنديل شمال العراق، وقال: «أرغب في أن يستطيع وفدنا الجديد لقاء المسؤولين مباشرة في قنديل». ورأى أتالاي أن أنقرة «التزمت تعهداتها إلى حد كبير، بعدما صوتت على سلسلة تدابير لمصلحة الأقليات، خصوصاً حق استخدام اللغة الكردية في المدارس الخاصة وأمام المحاكم، وأعلنت جدولاً زمنياً قريباً لإرساء السلام، والذي تضع اللمسة الأخيرة عليه» , على صعيد آخر، نفذت قوات الأمن موجة ثالثة من الاعتقالات في صفوف رجال أمن سابقين محسوبين على رجل الدين غولن في محافظات غرب البلاد وجنوبها، وبينها إزمير، وأوقفت 32 منهم بتهمة التنصت غير القانوني على مكالمات هاتفية، في إطار قضية بدأت قبل نحو شهر وأسفرت عن اعتقال عدد من قادة الاستخبارات في وزارة الداخلية اتهموا بالتنصت على رئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان ورئيس جهاز الاستخبارات وتزوير أوراق رسمية لتبرير هذه العمليات.