تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن تُمهّد الولاياتالمتحدة الطريق إلى جيل «من دون إيدز»، أمام ممثلين عن 190 بلداً يحدوهم الأمل بالقضاء على وباء أودى بحياة 30 مليون شخص في العالم في غضون 30 سنة. وعلى وقع تصفيق حاد من المشاركين في الدورة التاسعة عشرة من المؤتمر الدولي حول الإيدز في واشنطن، أعلنت كلينتون أيضاً أن بلادها ستقدم أكثر من 150 مليون دولار إضافية لمكافحة مرض الإيدز. وقالت: «تصوروا اليوم الذي سنتخلص فيه من هذا الوباء المروع ومن التكاليف والمعاناة التي تثقل كاهلنا منذ وقت طويل جداً»، مؤكدة أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة تمهيد الطريق إلى جيل من دون إيدز». ويختتم المؤتمر الدولي الجمعة المقبل بحضور 25 ألف مشارك يتطلعون إلى تعبئة عالمية جديدة لمكافحة فيروس الإيدز الذي يطاول 35 مليون شخص في العالم. والجيل الذي تعد به كلينتون كما سبق أن فعلت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي يعني أن «لا طفل، أينما كان، سيولد حاملاً للفيروس» وأن «الناس سيصبحون أقل عرضة للإصابة بالمرض مع تقدمهم في العمر» وأن «من يصاب به سيتلقى العلاج لئلا ينقل العدوى إلى الآخرين». وقالت: «نعم، الإيدز مرض يتعذر شفاؤه، لكن ينبغي ألا يكون حكماً بالموت بعد اليوم». وأوضحت أن 80 مليون دولار من ال 150 مليوناً ستخصص من أجل برامج تهدف إلى تفادي انتقال فيروس الإيدز من الأم الحامل إلى طفلها وزوجها. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، من جهته، في رسالة عبر الفيديو أن فرنسا ستستمر في مساهمتها في الصندوق العالمي للإيدز وستحرص على تنويعها بفضل «تمويلات مبتكرة». ويعتبر الباحثون أن العلاجات الحالية تحيي الأمل بالتخلص من الوباء الذي يودي بحياة 1,5 مليون شخص سنوياً. وعزز هذا الأمل اختبارات سريرية حديثة أظهرت أن مضادات الفيروس القهقرية تحد بشكل كبير من خطر الإصابة بالإيدز لدى الأشخاص السلبيي المصل الذين يقيمون علاقات جنسية خطرة. وبيّنت أرقام برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز إحراز تقدم كبير في هذا المجال، فأكثر من 8 ملايين شخص مصاب كانوا يتناولون مضادات الفيروس القهقرية في نهاية عام 2011 في البلدان الفقيرة، خصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء حيث يعتبر الإيدز الأكثر انتشاراً. لكن هذا الرقم القياسي لا يمثل سوى 54 في المئة من الأشخاص المصابين بالإيدز الذين يحتاجون إلى العلاج والبالغ عددهم 15 مليوناً. كذلك فإن 35 مليون شخص، 97 في المئة منهم يعيشون في البلدان الفقيرة، مصابون بفيروس الإيدز. وقال البليونير بيل غيتس: «من الواضح أنه حتى لو تحركنا بأفضل طريقة ممكنة، فإن الأموال لن تكون كافية لمعالجة كل الأشخاص المصابين». وأضاف: «نحن بحاجة إلى مزيد من وسائل الوقاية، لا سيما إلى لقاح، للقضاء على الإيدز. ويتطلب ذلك الاستمرار في النهج ذاته من ناحية الاستثمارات العلمية». وهذه هي المرة الأولى منذ 22 سنة التي يعقد فيها المؤتمر الدولي حول الإيدز، الذي يقام كل سنتين، في الولاياتالمتحدة التي حظرت عام 1990 دخول الأشخاص الإيجابيي المصل إلى أراضيها، قبل أن يرفع الرئيس باراك أوباما هذا الحظر عام 2009.