شدد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، على أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في الدوحة في شأن مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي لوقف العنف في سورية «مهم جداً»، ورأى أن «الخروج الآمن» للأسد وأسرته يمكن الاسترشاد في شأنه بما حدث في اليمن. وقال العربي في حديث إلى «الحياة « أمس، قبيل مغادرته إلى القاهرة: «لا كلام الآن عن الإصلاح السياسي، بل عن انتقال السلطة»، داعياً المعارضة السورية إلى التوحد وتشكيل حكومة انتقالية. وأوضح معلقاً على مقررات اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالملف السوري ليلة اول من امس: «إنها المرة الأولى في تاريخ تناول الجامعة العربية المشكلة السورية، يتم وضع النقاط على الحروف. كنا قبل طلب التنحي نعطي فرصة للنظام ليتجاوب مع متطلبات الموقف، هذه المرة تبين أنه مع استخدام (النظام السوري) الطائرات والمدافع، لا بد من مواجهة الحقائق، وهذا يقتضي أن يكون حل المشكلة بترك بشار الحكم». وهل وضعت الجامعة آليات وضمانات محددة في شأن «الرحيل الآمن» للرئيس السوري، قال العربي: «هذا الموضوع محل بحث». وهل سيُجري العربي اتصالات مع الحكومة السورية في شأن مطالبات التنحي، أجاب: «لا، هم (السوريون) لا يريدون اتصالات بالجامعة العربية، والدليل أنهم رفضوا استقبال نائب المبعوث الدولي العربي ناصر القدوة، رغم أنه مُعين من الأممالمتحدة. كما رفضوا التعامل مع المبعوث الدولي العربي كوفي انان باعتباره مبعوثاً مشتركاً، بل فقط كمبعوث دولي». ووجّه العربي رسالة إلى دمشق قال: «إنها الرسالة نفسها التي تقدمتُ بها للقيادة السورية في 13 تموز (يوليو) 2011، وهي انه لا بد من وقف العنف والإفراج عن المعتقلين. والآن لا نتحدث عن اصلاح سياسي، فالمجلس الوزاري يتكلم (حالياً) عن انتقال سلطة وليس عن اصلاح سياسي، تعدينا مرحلة الاصلاح السياسي بنحو سنة». وهل سيشمل الخروج الآمن الذي عرضته الدول العربية على الأسد وأسرته آخرين، رد العربي: «هذا الموضوع سيكون محل بحث عندما نرى رد فعله ويتخذ قرار التنحي. ونسترشد في هذا الموضوع بما حدث في اليمن... أي يمكن أن يشمل الخروج الآمن الرئيس (السوري) وعائلته وآخرين». وهل تباحثَتْ الجامعة مع المعارضة السورية قبل دعوة الوزراء العرب الاسد إلى التنحي، أجاب: «لا، لم يحدث هذا، المعارضة صامتة، وأعتقد انه من الصعب عليهم الآن أن يعلنوا رأياً في وقت يقولون إن النظام ارتكب جرائم ضد الانسانية، ثم يتحدثون في الوقت نفسه عن خروج آمن». وعن موعد توجه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الى روسيا والصين برفقة العربي، وفق تكليف المجلس الوزاري العربي وطبيعة الرسالة التي ستوجه، خصوصاً للروس، قال: «رئيس وزراء قطر وأنا لم نحدد موعد السفر، وتكلمت مع الشيخ حمد في هذا الشأن، وستكون الزيارة قريباً... ورسالتنا للروس ستكون بكل صراحة ووضوح أن قرار الفيتو الذي اتخذوه يعتبر ضد المصالح العربية، ونرجو اعادة النظر في الموضوع، خاصة أنهم يعلمون أن النظام الحالي في سورية أيامه معدودة». وحول توقعات الجامعة بقدرة النظام السوري على الصمود، قال امين عام الجامعة العربية: «لا أستطيع تحديد مدة، لكن النظام لا يستطيع الاستمرار لفترة طويلة». وعن الرؤى التي طرحها نائب المبعوث الدولي العربي ناصر القدوة في اجتماع المجلس الوزاري العربي في الدوحة، قال العربي إنه «شرح الموقف، وقال انه لم يحدث تقدم، ولم تنفذ النقاط الست، وهو الكلام نفسه الذي قاله أنان قبل شهر». وسألت «الحياة» عن أولويات تحرك الأمين العام للجامعة العربية بعد توافق الدول العربية على مطالبة الأسد بالتنحي، قال العربي: «أولويتي العمل بكل ما يمكن لوقف نزيف الدم في سورية بأسرع ما يمكن، وعلى المعارضة التوحد وتشكيل حكومة انتقالية». وحول تحركات الجامعة إذا رفض الاسد التنحي، قال العربي: «مئة في المئة، النظام سيرفض، لكن أنا لا أرد على افتراضات. اذا رفضت الحكومة السورية (طلب التنحي) وتشكيل حكومة انتقالية فلكل حادث حديث».