اعتمدت الجامعة الأميركية في القاهرة أخيراً برنامجاً تدريبياً في التحاليل الطبية المتطابقة مع المعايير المعتمدة دولياً. ويعتبر هذا البرنامج أولاً في مصر، ويتيح للطلاب التعامل مع عينات المرضى وتحاليلها في مجموعة من المعامل الأكثر تطوراً في مصر. وتوقّع الدكتور حسن عزازي، مؤسس البرنامج وأستاذ الكيمياء في الجامعة الأميركية في القاهرة، أن يؤثّر البرنامج إيجابياً في صحة المصريين، عبر وضع معايير مهنية متقدمة داخل المختبرات، وإتاحة الفرصة للطلاب للعمل في مجال تكنولوجيا التحاليل الطبية في الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى، شريطة نجاحهم في البرنامج واجتيازهم امتحان شهادة «الجمعية الأميركية لعلم الأمراض»، الذي يُقدم الآن في مصر. وأضاف عزازي، وهو مؤسس فرع الجمعية الأميركية لعلم الأمراض السريرية: «للأسف، هناك مختبرات تعيَن أفراداً لم يحصلوا على التدريب اللازم في طب المختبر، وهم ينفذون خطوات معدة مسبقاً وبروتوكولات ثابتة ويحصلون على النتائج باستخدام نُظُم مؤتمتة أو شبه مؤتمتة. وتتمثّل المشكلة مع هؤلاء في عدم قدرتهم التحقق من أداء الاختبار، أو التعامل مع المشكلات المفاجئة، أو اكتشاف الأخطاء الناتجة من خلل الأجهزة وإصلاحها. وكذلك لا يمكنهم معالجة الأخطاء التي تقع في مراحل ما قبل التحليل وأثناءه وبعده». وأشار عزازي إلى أن النتائج الخاطئة التي تحدث بواسطة فنيين غير مدربين تعتبر تهديداً لسلامة المرضى. من بين خريجي الدفعة الأولى للبرنامج هبة عثمان، التي تعمل فنية مختبر سريري في أحد المستشفيات في القاهرة، وهي أول طالبة مصرية تحصل على الشهادة الدولية من «الجمعية الأميركية لعلم الأمراض السريرية». وقالت عثمان: «لقد مكنني البرنامج من تنويع معرفتي في المجالات التي لم أتطرق إليها من قبل، بل تناول التطبيقات التي تتعلق بعلوم الكيمياء السريرية، وأمراض الدم، وطب نقل الدم وعلم الأحياء المجهرية». يقبل البرنامج خريجي كليات العلوم والطب والطب البيطري والصيدلة. وتُعطى الأولوية للطلاب الذين يحوزون خبرة مهنية مناسبة. وكجزء من عملية الفرز، يُطلب من المرشحين إجراء مقابلات شخصية واختبارات فنية، وتقدم المنح الدراسية للطلاب بناءً على أدائهم. لضمان نجاح برنامج التدريب على التكنولوجيا الطبية، تباحثت مؤسسات وطنية عدة مع الجامعة الأميركية في القاهرة في شأن توسيع نطاق البرنامج الذي يعتبر مبادرة بارزة في بحوث الطب الحيوي، ما يساهم في تحسين مهن الرعاية الصحية. ويتناول كثيرون من طلاب الدراسات العليا في الكيمياء الحيوية وبرامج تكنولوجيا النانو، في أطروحات مشروعاتهم، موضوعات تتصل بالبحوث الطبية الحيوية. وعلّق عزازي على هذا الأمر قائلاً: «يتمثّل الهدف النهائي في تدريب خبراء التكنولوجيا الطبية كي يصلوا إلى مهارة عالية، إضافة إلى التأكّد من أن المرشحين للبرنامج قادرون على أن يصبحوا من خبراء تكنولوجيا التحاليل الطبية، وأن ينقلوا معارفهم إلى آخرين».