اعلنت مفوضية الاممالمتحدة للاجئين اليوم الثلثاء، أنها "ستطلق عملية اغاثة طارئة واسعة لمساعدة 500 الف عراقي اضطروا الى الفرار من منازلهم امام تقدم المقاتلين الاسلاميين المتطرفين". وقال الناطق باسم المفوضية ادريان ادواردز للصحافيين إنه "في مواجهة الوضع المتدهور في شمال العراق، فان مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين ستطلق الاسبوع الحالي واحدة من اكبر خطط المساعدة تهدف الى مساعدة ما يقارب نصف مليون شخص اجبروا على مغادرة منازلهم". واكد ان ظروف الفارين "لا تزال يائسة بالنسبة الى الاشخاص غير القادرين على الحصول على المأوى المناسب والذين يناضلون للحصول على الطعام والماء لاطعام عائلاتهم، وغير القادرين على الحصول على الرعاية الطبية". وشن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الذي يحتل اجزاء من سورية، هجوماً في العراق في 9 حزيران (يونيو)، سيطر خلاله على معظم المناطق التي يسكنها السنّة في العراق. واشار ادواردز الى أن "تقديرات الاممالمتحدة حتى الآن تشير الى ان 1.2 مليون عراقي اضطروا الى النزوح بسبب المعارك". وتابع أنه في حال عدم حصول اي تاخير في الدقائق الاخيرة "ستنطلق العمليات الجوية والبرية والبحرية غداً" الاربعاء. واضاف أن العمليات "ستبدأ بجسر جوي مدته اربعة ايام تستخدم خلاله طائرات بوينغ 747 من العقبة في الاردن الى اربيل، ومن ثم قوافل برية من تركياوالاردن، وشحنات بحرية وبرية من دبي عبر ايران خلال الايام العشرة التالية". وقال ادواردز إن "المساعدات الآتية من الخارج تهدف الى تأمين حاجات الاكثر ضعفاً، والاولية في الوقت الحالي لهؤلاء الذين ليس لديهم مسكن وبحاجة الى المساعدة الطارئة. علينا ان نبدأ مع الاكثر ضعفا ومن ثم التوسع من هناك". واضاف أن "دولاً عدة من بينها السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والنروج، اضافة الى شركة ايكيا السويدية العملاقة للاثاث تساعد في توفير هذه الامدادات". وتعمل المفوضية عن قرب مع سلطات محلية في اقليم كردستان العراق الذي يستضيف نصف اللاجئين على الاقل. واعتبر ادواردز أن "التحديات الانسانية التي يواجهها العراق جسيمة"، مضيفاً أن الهدف الاساسي هو مساعدة الذين ليس لديهم مأوى. واضاف "علينا ان نبدأ بالاكثر ضعفاً ونتوسع من هناك". واشار الى ان العديد من المشردين "لا يزالون يحاولون استيعاب الماساة التي مروا بها خلال الاسابيع الماضية، اذ فروا من منازلهم لا يلوون على شيء، ويحاول العديد منهم استيعاب فقدان الاحباء". واشار الى ان "هذه ازمة انسانية ضخمة وكارثة وتواصل امتدادها للتأثير على عدد كبير جداً من الاشخاص. سيكون هناك حاجة الى مساعدة اكبر بكثير خلال الاسابيع المقبلة". وقال ان ثمانية مخيمات فتحت او ستفتح في محافظتي دهوك واربيل خلال الايام المقبلة. كما يجري التخطيط لفتح اربعة الى ستة مخيمات اخرى في المنطقة وهو ما سيتيح استيعاب 140 الف لاجئ. واكد ادواردز أن المفوضية تقيم مخيمات للاجئين في مناطق اخرى من العراق، وتعمل لمساعدة الالاف من اقلية الايزيديين الذين فروا من تنظيم "داعش" الى سورية. ويكتظ مخيم نوروز على بعد 60 كلم من الحدود العراقية بنحو ثمانية الاف ايزيدي، كما تم نقل ثلاثة الاف اخرين الى قرى ايزيدية في سورية، وفق ادواردز.