اعتبر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ان التفجير الذي وقع في دمشق وأودى بحياة قادة امنيين لا يعني أن الرئيس بشار الاسد «سيرحل او يستسلم، بل سيستمر في المواجهة»، ولفت الى ان الذين سقطوا في التفجير هم «القادة الميدانيون للقصف والتدمير والخطف والاعتقال والتعذيب والقمع». وأعلن أن «الإسراع في تسليح الجيش السوري الحر وتمويله يوفران على سورية الكثير من الخراب والدمار». وقال جنبلاط خلال لقائه ممثلي الصحف العربية في دارته في المختارة أن «النظام السوري يحاول أن يرسم خريطة شرق الجبال، وأن يُهجِّر أكبر عدد من السكان»، مؤكداً أنه «غير صحيح أن السكان هم من السُنّة فقط، ففي حمص كان هناك أكثر من 180 ألف مسيحي، والذي يدّعي أنه يحافظ على الأقليات، لم يُبق من هؤلاء أحداً». واعتبر أن الاسد «سيستمر بالعناد، وسيكون هناك الكثير من الدم والخراب، ولن يردعه شيء عنه، وقد يجرّه جنونه الى تدمير مدينة دمشق»، مطالباً الحكومة اللبنانية ب«اتخاذ قرار تاريخي باحتضان الشعب السوري الذي احتضن مئات الآلاف من اللبنانيين اثناء عدوان تموز 2006، بفتح المدارس والمؤسسات لاستقبالهم وإقامة مخيمات للاجئين لتقديم المساعدات لهم». ودعا أهالي جبل العرب للالتحاق بالثورة. كما دعا الى الانشقاق عن الجيش النظامي والالتحاق بالجيش الحر لأنه السبيل الوحيد لإسقاط النظام الحالي. وخاطب العلويين الذين هم «سوريون قبل ان يكونوا علويين»، منبهاً من «الدخول في مغامرات قد تريدها العصابة الحاكمة لوضعهم في مواجهة مع ابناء الطوائف الاخرى». وأكد جنبلاط انه لم يسمع بانتقال الاسد الى القرداحة، وقال: «إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإن ذلك يعني أنه يُحضِّر لمعركة طويلة وجر البلاد الى مغامرة ذات طابع مذهبي». وأشار الى أنه «كانت هناك فرص عدة أمام روسيا لإنقاذ سورية، وحتى الآن يستطيعون في مجلس الأمن أن ينقذوا سورية عبر موقف إيجابي متضامن مع الرأي العام العالمي، كي لا يزيدوا في مواقفهم السلبية بإعادة رسم الخريطة في المنطقة ربما، أو بتخريب سورية»، معتبراً ان «موقفهم من النظام لم يعد مقبولاً أخلاقياً ولا سياسياً، ولم يعد مفهوماً، إلاَّ إذا كانوا يريدون فتح خرائط قديمة عندما كانت هناك روسيا القيصرية قبل أن تشارف على نهايتها، وقبل ثورة لينين اذ شاركت روسيا بشكل غير رئيسي مع بريطانيا وفرنسا في تقسيم تركيا وسورية، حيث كانت آنذاك حصة لروسيا في تركيا على ما أعتقد». وعن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسرائيل، قال جنبلاط: «بدا وكأنه جاء إلى إسرائيل ليقول: نحن نحميكم»، مشيراً إلى أن «ثاني لوبي إسرائيلي بعد واشنطن هو في موسكو». وأمل من «القيصر بوتين أن ينقذ روسيا من الخراب»، مشيراً إلى مقابلة لعبدالحليم خدام قال فيها ان «من الأفضل لبشار الأسد الهرب إلى روسيا»، معتبراً أن «هذا قد يكون الحل». وقال: «في آخر زيارة لي الى موسكو التقيت بلافروف، فكان موقفه متصلباً، وسألته لماذا أنتم ضد الشعب السوري، فأكد لي أن لا تسوية إلاَّ مع بشار»، واعتبر أن «هذا الشعار أوصل سورية إلى ما هي عليه الآن، وكان ممكناً تفادي الكثير، وحتى نظرية الحكومة الانتقالية التي خرجت أخيراً، مستحيلة في سورية، فهل يُراد استبدال بشار بأخيه أو أخته، أو بآل مخلوف». ولفت الى أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد «كانت لديه حنكة أكبر باستيعاب كل التناقضات العالمية»، مؤكداً أن «حافظ الأسد أدخل الاغتيال السياسي إلى لبنان، وبشار تابع نهج ابيه». ولفت إلى ان «القوى الوطنية حاولت في السابق أن تقنع ما كنا نطلق عليه الانعزال اللبناني، بأن السوريين إذا دخلوا لبنان لن يخرجوا، فكان أن خرجوا على دم رفيق الحريري، بعد أن دخلوا على دم كمال جنبلاط». اعترض على تصريح رعد وعن علاقات القوى اللبنانية في ما بينها، قال: «كحزب تقدمي نظَّمنا الخلاف مع حزب الله في ما يتعلق بالنظام السوري، فهم يؤيدون النظام السوري، وهذا خطأ فادح اخلاقياً وسياسياً». وأضاف: «سمعت تصريح النائب محمد رعد، بألا تسليم للسلاح قبل التحرير، وأعترض عليه، لأن الدولة هي تقرر تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالوسائل التي تريد، إما سلماً أو حرباً، واتفقنا في حوار عام 2006 على تثبيت ملكية المزارع بالتحديد والترسيم». وقال: «في الجنوب نعم للسلاح بإمرة الدولة للدفاع عن لبنان، لكن لا يستطيع حزب، أياً كان هذا الحزب، أن يقرر وحده منفرداً أنه يحرر ثم لاحقاً يلتحق بالدولة»، موضحاً ان «الورقة التي قدمها رئيس الجمهورية واضحة، وتتناول كيفية الاستفادة من السلاح في الدفاع عن لبنان، وليس عن الجمهورية الإسلامية». وعن حادث الكويخات في عكار، قال: «كان لا بُد منذ أول لحظة إزاء حادثة الشيخ عبد الواحد من معالجة قضائية، لكنها لم تنجح نتيجة ضغط بعض العبثيين، إلا أن رئيس الجمهورية استدرك فأُعيدت المحاكمة، كما فعل إبان حادثة مار مخايل وأُعيد توقيف الضباط». وعن ظاهرة الشيخ احمد الأسير سأل جنبلاط: «الى أين سيصل، حتى الاعتصام الذي نفذه يوماً حزب الله بدأ بحشد كبير، لكنه انتهى بعشرة أشخاص، إن حرق الدواليب، وقطع الطرق، لن يحقق نتائج». ورأى أن داتا الاتصالات «ملك الجميع وكفى هذا التصويب على فرع المعلومات الذي قام بدور كبير في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ونصيحتي طالما أن السيد حسن نصر الله قام بمرافعة يقول فيها إن إسرائيل قتلت الرئيس الحريري، فليتفضل، ويقدم هذه القرائن إلى المحكمة الدولية». ورأى أن «حجز الداتا من جانب وزير في جريمة أو محاولة اغتيال، أمر غير مقبول، أنت وزير وتحجب الداتا، لماذا تُعرِّض نفسك للاتهام حتى أنك قد تتهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب؟».