الضغوط شديدة على نظام بشار الأسد، بعد عملية تفجير مبنى الأمن القومي وقتل قادة كبار من أعمدة النظام، والضربة هائلة حقاً، كما وصفها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. لقد أصيبت الدائرة الضيقة في جسم النظام عسكرياً وأمنياً إصابة مباشرة، ذهول وارتباك أصاب النظام، وهو أيضاً ما أصاب الحلفاء، حتى قال لافروف إن معركة حاسمة تجري في دمشق، وبدا أمين تنظيم حزب الله شاحباً وهو يلقي خطابه، وأطلقت طهران زخات من التصريحات. العاهل الأردني قال إن أمام بشار الأسد فرصة أخيرة لتجنب حرب أهلية، فهل يمكن تحقق ذلك؟ لا يبدو هذا محتملاً، سواء أجاءت الدعوات أردنية غير مباشرة أو تونسية مباشرة، لأن النظام اتخذ طريق اللاعودة. كما أن دولاً عربية لا تخفي اصطفافها مع نظام بشار الأسد، لم تحاول القيام بأية خطوات ديبلوماسية منفردة تخلخل حالة انسداد الحل السياسي، للبحث عن طريق ينهي حالة القتل والاقتتال في سورية، وهو ما لم تفعله موسكو أيضاً التي تفردت في استغلال ساحة القتل في سورية، لترتيب أوراقها مع اللاعبين الكبار، والنّفَس الروسي طويل بعد استخدام الفيتو يوم الخميس، إذ اقترحت زيادة عدد مندوبيها في بعثة المراقبين الدوليين! لكن هذا لم يمنع أصواتاً في صحف روسية من الارتفاع، فكتب ميلور ستوروا «أن سياسة الكرملين في الرهان على الأنظمة الديكتاتورية، ودعم الطغاة الذين يمارسون القتل ضد شعوبهم كالقذافي والأسد، غير أخلاقية وخاسرة في النهاية». والنفاق الدولي لا يعرف حدوداً. ممثلة اللجنة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون دانت عملية التفجير «أدين الهجوم، وأشعر بقلق عميق لتصاعد العنف وعواقبه المأسوية على الشعب السوري». نعم هناك عواقب مأسوية، والسوريون في مأساة منذ اندلاع الثورة، ومن العواقب ردود فعل البطش المتوقعة، وهناك تصريحات ومقالات لبعض المحللين الموالين للأسد تطالب باستخدام كل ما لدى النظام من قوة، رافق هذا أخبار عن تحريك الأسلحة الكيماوية، وتصريحات لعسكريين من الجيش السوري الحر عن غازات انتشرت في ساحات المعارك، لها رائحة نفّاذة لا يعرفون نوعها، وهو أمر مرعب، بخاصة للعزّل من المدنيين الذين طُحنوا بين المطرقة والسندان. www.asuwayed.com