الحدث: وصلت طليعة المراقبين الدوليين إلى دمشق تنفيذا لقرار مجلس الأمن لمراقبة تطبيق بنود خطة عنان، والتي تبدأ بوقف إطلاق النار، وسحب دبابات الجيش من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين وصولا إلى البدء بالحوار الوطني. لكن إطلاق النار يستمر والأسلحة ما زالت تدك المدن والاعتقالات مستمرة فهل فشلت مهمة المراقبين الدوليين قبل أن تبدأ؟ يجب أن يعرف العالم تماما أنه بعد أن برهن النظام السوري في الأيام الأخيرة على استمراره في سياسة القتل والتدمير أصبحت الكرة الآن في ملعب الدول الكبرى لاتخاذ القرار الصائب، ووضع الموضوع السوري تحت البند السابع، والتدخل لحماية المدنيين في سورية. وقد برهن الشعب والجيش السوري الحر أنه لم يطلق رصاصة واحدة وهذا دليل على أن الثورة مستمرة بوجهها السلمي، وإن حدث شيء ما فإن الجيش الحر والثوار يدافعون عن الثورة والمتظاهرين فقط. لذلك رأينا النظام وتأكيده على الاستمرار بالمدفعية والاستمرار بالدبابات والطيران ففي كل الأسلحة يستمر المجرم وعصابته في ضرب الشعب الأعزل، لذلك فالشعب يصر على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي والعربي والمطلوب من الجماهير العربية في كل مكان أن تبدأ حملة الدعم الشعبي لمواجهة الدعم الإيراني والصيني والروسي لنظام بشار الأسد. إضافة إلى الرعاية الصهيونية من أجل الحفاظ على هذا النظام. وفي الحقيقة فإن مبادرة عنان جاءت من أجل إعطاء النظام مزيدا من الوقت، لذلك نحن نطلب منه الإسراع من أجل وقف هذه المجزرة التي كان الجميع شاهدا عليها. ومن هنا فإنني أؤكد على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي الآن. وإلا فإننا سنشهد مذبحة تبدأ من سورية وتنتقل إلى لبنان وإلى العراق وعندها ستهب النار في كل منطقة الشرق الأوسط لأن التدخل الإيراني واضح إضافة إلى إرسال المقاتلين من الحوثيين إلى دمشق ناهيك عن حزب الله، وبعض الأحزاب العراقية ومنها فرقة بدر وجماعة مقتدى الصدر؛ إذن، هناك دعم بالمال والمقاتلين والسلاح من أجل سحق الشعب السوري. لذلك من واجب العرب التدخل من أجل أن يساعدوا الشعب السوري الوحيد في هذه المعركة. إن إرسال المراقبين الدوليين لن يجدي نفعا، وهو فقط من أجل إعطاء المزيد من الوقت للنظام، وهدر الوقت على الثوار والشعب في سبيل حماية أنفسهم ولا أعلم ماذا يستطيع أن يفعل ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرون مراقبا، واللافت أن كوسوفو لا تأتي بحجم محافظة في سورية إن لم تكن أقل يرسل إليها 3500 مراقب جميعهم مزودون بالحصانة، ولديهم أسلحة من أجل الرد على النيران. أما في سورية فيرسلون 30 مراقبا من أجل مراقبة المجرم بشار الأسد فهذا لا يعبر عن المنطق بشيء، وهم يعتقدون أن عملية إدخال الشعب في هذا النفق الطويل من عملية تشكيل اللجان والمفوضين والمراقبين سوف يضيع الوقت، ويستطيع النظام أن يستقبل المزيد من المساعدات والدعم فالجميع يعلم ماذا يفعل الطيران الإيراني من خلال إرساله الذخائر، ويعلم ماذا يصل من العراق بالطرق البرية هم يحضرون كما قالوا في العراق ويفكرون بإرسال جيش مليوني إلى سورية لسحق الثورة السورية ولذلك نحن نؤكد أننا الآن في معركة مفتوحة في كل شوارع سورية، والشعب كله سوف يتحول للدفاع عن نفسه وعرضه وأطفاله. وأعتقد أن هناك تغيرات في الموقف الصيني. فبكين تقرأ بعض الحسابات الاقتصادية وهي تحاول أن تكون المطرقة والسندان. فالروس يأخذون عملية المطرقة والصينيون السندان من أجل ضرب الشعب السوري على أساس أن الصين تتراجع وتتريث، ونحن على يقين أن الصين ستعيد النظر في موقفها. ولذلك على الجامعة العربية، و مجلس الأمن أن لا يضيعا الوقت في فرض عقوبات ضد النظام. عليهم مساعدة الشعب بالسلاح. فالنظام لن يبقى طويلا وفي حال تأمين كل هذا الدعم فإن بشار الأسد لن يبقى حيا، وسوف يكون وراء القضبان فالانشقاقات تزداد والنظام يترهل ولحظة الحقيقة دنت.