يطير «باتمان» وتقفز من مركبته الضخمة مركبة أخرى أصغر حجماً، لتنقذه من حريق منتظر في محرك المركبة الأكبر، وترتد عن زيه الرصاصات، لا يبدو هذا معقولاً متى جاء من فراغ، لكن كرستفور نولن يكره الفراغ ويكره إرغام المشاهد على الاقتناع بالمستحيل أو الخيالي. لذلك يحاول جاهداً وعبر مشاهد قد تبدو عادية أحياناً على شرح كل التفاصيل بطريقة مقنعة، فبروس وين «باتمان» وبحسب نص نولن، يملك شركات تعمل على تطوير أسلحة حربية وأخرى تختص بحماية الجنود، من هذا المدخل يبني نولن شخصية البطل على الخارق، ليحول المستحيل واقعاً. أعظم الأفلام التي قدمها نولن كانت تسعى دائما إلى إقناع المشاهد بالأحداث من دون الخوض في تفاصيل مستحيلة، في «الاستلهام» أو «انسيبشن» تقوم فرقة يقودها ليناردوديكابريو بسرقة أهم الأفكار عن طريق الغوص في أحلام أصحابها، الفيلم الذي نجح في دخول قائمة الأكثر دخلاً في تاريخ السينما لم يخض في تفاصيل علمية حول فكرة اختراق الأحلام التي بني عليها العمل، بل انطلق نولن بالفيلم على أساس أن اختراق الحلم واقع لا يقبل الجدال، ليروي القصة منطلقاً من مبدأ ماذا لو تمكنا من اختراق الأحلام ؟ أفلام الخيال العلمي بأبطالها الخارقين غالباً وعلى رغم شعبيتها عالمياً إلا أنها لا تزال غير مستساغة للبعض لكن الوضع مع «باتمان» يختلف، إذ يصر نولن في كل جزء على أن «باتمان» في ثلاثيته الأشهر هو ببساطة بروس وين رجل الأعمال فاحش الثراء الذي قرر بين ليلة وضحاها أن ينتقم لمقتل والديه بالقضاء على أشرار مدينته «غوثام».