سعت إسرائيل، إلى جانب تهديدها منفذي عملية التفجير في منتجع بورغاس السياحي في بلغاريا بالاقتصاص الشديد، إلى شن حملة ديبلوماسية دولية يراد منها التنديد ب«إرهاب ايران»، و»ذراعها الارهابي حزب الله»، بحسب وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، إلا ان طهران نفت مسؤوليتها عن الهجوم ونددت بشدة «بأي عمل ارهابي». واوقع هجوم انتحاري على حافلة للسياح الاسرائيليين في بوغاس في بلغاريا أول من أمس 7 قتلى هم 5 اسرائيليين وسائق بلغاري بالاضافة الى الانتحاري الذي لم تعرف هويته بعد. وبثت شبكات التلفزيون البلغارية شريط فيديو للانتحاري التقط في المطار بكاميرا مراقبة. في الشريط شاب نحيل يتجول في قاعة الانتظار في المطار وشعره اشقر طويل، وهو يرتدي قميصا ازرق وجوارب بيضاء وحذاء رياضيا ويضع قبعة زرقاء. وقد بدا وهو يمشي في قاعة المطار جيئة وذهابا. وقال وزير الداخلية انه «رجل في السادسة والثلاثين من العمر تقريبا ولدينا بصمات، موضحاً ان تحليلا للحمض النووي يجري حاليا». وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قال، في حديث الى لاذاعة العامة الاسرائيلية: «نواجه موجة ارهاب عالمية... اعتداء بورغاس نفذه ناشطون من حزب الله بتوجيهات من ايران»، محذرا «سنبذل كل ما في وسعنا للعثور على منفذي اعتداء بورغاس ومدبريه بهدف معاقبتهم». وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحفي في القدس ان «اعتداء (اول من) امس في بلغاريا نفذه حزب الله، الذراع الارهابية الرئيسية لايران». وبحسب نتانياهو جاء الهجوم كجزء «من حملة الارهاب العالمية التي تنفذها ايران وحزب الله» والتي وصلت «عشرات الدول على خمس قارات». وقال: «يجب القيام بكل شيء لمنع ايران وهو اخطر نظام في العالم من تطوير اخطر اسلحة في العالم». وتعهد مواصلة «الحرب ضد الارهاب»، مؤكدا بانها «ستجعل من يدعمه يدفع ثمنا باهظا». وأصدرت وزارة الخارجية الاسرائيلية برقية تضمنت تعليمات لسفراء إسرائيل في أنحاء العالم بالعمل لدى الحكومات حيث يخدمون لإقناعها بإصدار بيان تنديد رسمي بهجوم بورخاس والانضمام إلى مساعي إسرائيل وبلغاريا والولايات المتحدة لاستصدار تنديد كهذا من مجلس الأمن. وتضمنت التعليمات أيضاً بذل السفراء جهوداً لإقناع الرأي العام في الدول المختلفة ب»الخطر الإرهابي الذي تقوده ايران وحزب الله»، من خلال التأكيد على أن «بصمات واضحة لايران وحزب الله برزت في جميع المحاولات الأخيرة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيليين في أنحاء العالم». وجاء في البرقية أيضاً أن «ايران تواصل استخدام أدوات الإرهاب وسيلة لردع الغرب، حتى بثمن المس بمصالح دول ليست في مواجهة معها». لكن بينما تبنت وسائل الإعلام العبرية المختلفة كلام رئيس الحكومة وكبار وزرائه بأن ايران و»حزب الله» وراء عملية بورغاس، شكك بعض المعلقين في دوافع هذا الاتهام، خصوصاً أن التحقيقات البلغارية في العملية لم تكشف بعد هوية المنفذ ومن يقف وراءه.