أبقى القضاء الإداري في مصر أمس الوضع السياسي على ما هو عليه عندما أرجأ إلى نهاية الشهر النظر في دعاوى تطالب ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور التي شكلها البرلمان المنحل. وقضى بعدم اختصاصه النظر في دعاوى تطالب بإبطال الإعلان الدستوري المكمل الذي منح قادة الجيش صلاحيات واسعة على حساب الرئيس، ما يمهد لتعديل يتوقع أن يجريه الرئيس محمد مرسي لسحب سلطة التشريع من المجلس العسكري. وعزت المحكمة رفضها النظر في دعاوى بطلان الإعلان الدستوري المكمل إلى أن «الإعلان قرار سيادي لا حاجة لاستفتاء الشعب عليه لأنه صدر عن المجلس العسكري بوصفه سلطة حكم وليس سلطة إدارة، بموجب الشرعية الثورية التي كانت معقودة إليه منذ نجاح الثورة وحتى تاريخ مباشرة رئيس الجمهورية لولايته». واعتبر القائم بأعمال رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين» عصام العريان أن «الحكم بعدم الاختصاص بالبت في الإعلان الدستوري المكمل فتح الباب أمام حلول كثيرة لإخراج البلد من أزمتها التي تسبب فيها مستشارو السوء»، في اشارة إلى إمكان إجراء تعديلات عليه. إلى ذلك، غيَّب الموت أمس نائب الرئيس السابق رئيس جهاز المخابرات العامة السابق اللواء عمر سليمان عن 77 عاماً أثناء خضوعه لفحوصات طبية في مستشفى «كليفلاند» في ولاية أوهايو الأميركية. وفور إعلان نبأ الوفاة، عقد المجلس العسكري اجتماعاً طارئاً للبحث في ترتيبات الجنازة العسكرية التي قالت مصادر إن رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي سيتقدمها. وفي وقت نعى مجلس الوزراء سليمان باعتباره «ابناً باراً من أبناء مصر قدَّم لها عطاء متواصلاً في المهام كافة التي تولاها»، قال القائم بأعمال الناطق باسم الرئاسة ياسر علي في تصريح مقتضب إن تشييع سليمان «سيتم وفقاً للقوانين الخاصة بالقوات المسلحة، وستكون هناك جنازة عسكرية طبقا لما تقرر». وأضاف أن «رئاسة الجمهورية أرسلت برقية عزاء إلى أسرة سليمان، وستوفد مندوباً لحضور العزاء». وأثارت «الجبهة السلفية» جدلاً ببيان اعتبرت فيه أنه «لا يجوز حضور جنازة سليمان أو الصلاة عليه». وسارت «الجماعة الإسلامية» على النهج ذاته، وطالبت ب «التثبت من حقيقة الوفاة للكشف عما إذا كانت حقيقية طبيعية أم محاولة للإفلات من المحاكمات التي تنتظره، أم أنها تمت للتخلص التام من خزينة الأسرار التي يحملها». ورأت أنه «ينبغي أن يدفن مثل هذا الرجل في هدوء بعيداً من مظاهر التكريم». أما حزب «الحرية والعدالة» فاكتفى على لسان عصام العريان بتدوينة على موقع «تويتر» قال فيها: «لا أجد أمام لحظة الموت إلا قول إنا لله وإنا إليه راجعون، عمر سليمان أفضى إلى ما قدَّم وبين يدي رب هو أعلم به، ذهب ومعه أسرار كبيرة».