أعرب ناشرون سعوديون شاركوا في معرض الناشر السعودي عن أملهم في عودة الهيبة للكتاب السعودي من خلال المعارض المختلفة التي يتم تخصيصها للكتاب السعودي، في حين نفى البعض منهم أن تكون هيبة الكتاب المحلي أو الناشر المحلي مفقودة في الأصل، مستشهدين برواج الكتاب السعودي في معارض الكتاب العالمية وبالقيمة الفعلية له، كما دعوا وزارة الثقافة والإعلام إلى مزيد من دعم الناشر المحلي ليستطيع تجاوز عقبات النشر التي تعترض طريقه. وشدد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الدكتور عبدالله بن محفوظ أن هدف المعرض «إعادة الهيبة للكتاب السعودي على الصعيد الداخلي ودعم المؤلفين والناشرين». الأمر الذي علق عليه رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد الحمدان بقوله: «ما قاله ابن محفوظ ليس على إطلاقه، فالإنسان عندما يريد الحديث يطلق كلمات من باب التصريح، لكن إذا صرح الإنسان لا نحاسبه على تصريحه بالخطأ والصواب، لأن من حق الإنسان أن يقول ما يراه، لكن الناشر السعودي له هيبته، والكتاب السعودي لا تزال له هيبته، وأكبر دليل أن المعارض الدولية كالقاهرة يكون فيها الجناح السعودي هو أكثرها مبيعا، مع أنه لا يبيع أي كتاب ممنوع في الجناح السعودي، بشهادة المصريين وليس السعوديين، كما أن الإقبال عليه غير مسبوق»، وزاد: «الكتاب السعودي مميز بإخراجه ومؤلفيه والمادة المفيدة» من جهته أكد صاحب دار المفردات للنشر والتوزيع عبدالرحيم الأحمدي أن «الناشر السعودي له هيبته واعتباره، لكن مقولة محفوظ يمكن أن تكون وردت من أجل التعريض بالمعارض العربية التي دائما ما تأخذ فيها الدور العربية الجو على الناشرين السعوديين». وأضاف الأحمدي «لكن هذا المعرض يعطي الفرصة للكتاب السعودي ليظهر وحده، حيث يستطيع الناس وجوده من غير منافسة أجنبية». واستدرك قائلاً: «لكن يمكننا من جهة أخرى أن نعتقد أنه لا توجد هيبة للناشرين السعوديين، بمعنى أنه لو كان له اعتبار في المكتبات السعودية لاستطاع أن يدخل إليها، دون أن تقدم له هذه المكتبات شروطاً، فالكتاب السعودي ليس موجوداً في المكتبات الآن، والكتاب الذي يصدر هذه السنة إن لم يعجب صاحب المكتبة لا يعرض فيها، فأين نجد الهيبة للكتاب السعودي، إذا كانت المكتبات تستقبل ما يوافق مزاجها وترفض ما لا يوافق مزاجها؟» وأضاف: «هذه المكتبات مؤسسات تابعة لوزارة الثقافة والإعلام، والمفترض أن تخضع لإشراف الوزارة، وكلها لا بد وأن تكون هي المنافذ للكتاب السعودي، فهو منتج وطني وليس له مكان سوى المكتبات، فإذا اعتذرت المكتبات عن بيع الكتاب وترويجه فأين يذهب به المؤلف». فيما نفى صاحب دار طوى عادل الحوشان ما ذكره محفوظ قائلا: «الكتاب السعودي حاضر في كل الأحوال ومن سنوات والمبدع السعودي حاضر، ومتى ما اختار الكاتب السعودي دار نشر محترمة فسوف توصل إبداعه المشكل، ففي الداخل ليست في إعادة الهيبة، فيفترض أن يستبعد الرقيب الكتاب الذي نصدره للخارج لا يمكن طباعته بالداخل، فالمشكلة مشكلة رقيب وليس مشكلة هيبة، وإلا فالكاتب السعودي حاضر في خارج السعودية أكثر من حضوره الداخلي». من جهته، عبّر مدير دار وجوه للنشر والتوزيع عبدالله أبو سارة عن سعادته بالمشاركة في المعرض، مشيراً إلى أمله الحقيقي في «إعادة الهيبة، وذلك لأن الكتاب السعودي بدأ يخطو خطوات مهمة على طريق التميز، وإثبات الموجودية خلال السنوات الأخيرة، ومن المهم جداً إقامة مثل هذه الفعاليات للكتاب السعودي، ولا شك أنها ستثري، إلا أن المشكلة أن وقت المعرض غير مناسب للكتاب السعودي». ويرى أبو سارة أن «التنافس الحاصل بين دور النشر للأسف يعيبه فقط أن فيه تكراراً ومحاكاة من بعض الدور لبعضها البعض، وظهرت حالات فيها تميز لكن البقية تحاكي هذه الحالات، ونسبة الابداع منخفضة في كل الاتجاهات وليس فقط في الكتاب السعودي». وينتظر أن يحظى المعرض بمشاركة تتجاوز 40 ألف زائر، ومشاركة أدباء ومؤلفين ضمن فعالياته في لقاءات مفتوحة مع القارئ، إلى جانب محاضرات عن النشر الإلكتروني وندوة تناقش المشكلات التي يواجهها الناشر السعودي، ومعرض للفن التشكيلي. ويعد المعرض الذي تقدر مساحته حوالي 3500 متر مربع أول شراكة بين المؤسسات الخاصة والمؤسسات الثقافية، ضمن فعاليات صيف جدة غير 1430، إضافة إلى أنه الحدث الثقافي الأبرز في ما يخص الكتاب منذ معرض جدة الدولي للكتاب 2006.