اتهمت كييف الانفصاليين الموالين لروسيا بقتل نساء وأطفال، بعد سقوط صاروخ على قافلة لنازحين قرب مدينة لوغانسك في شرق اوكرانيا. لكن المتمردين نفوا تورطهم بالأمر، واتهموا السلطات الاوكرانية بتنفيذ المجزرة. وقال ناطق عسكري أوكراني ان «ارهابيين أطلقوا صواريخ غراد وقذائف هاون قدّمتها روسيا، على قافلة للنازحين من لوغانسك قرب منطقتَي خرياشتشوفاتي ونوفوسفيتليفكا»، مشيراً الى «مقتل عدد ضخم من المدنيين، بينهم نساء واطفال». وذكر ان القافلة سلكت ممراً انسانياً في شمال لوغانسك، فرّ عبره حوالى 1800 شخص من المدينة خلال يومين. وتابع ان القوات الاوكرانية استعادت بلدة خرياشتشوفاتي، لكن المتمردين شنّوا هجوماً مضاداً وعلقت القافلة «وسط منطقة قتال». لكن أندري بورغين، نائب رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك»، نفى مسؤولية الانفصاليين عن إطلاق الصاروخ على القافلة، معتبراً أنهم عاجزون عسكرياً عن شنّ هجوم مشابه. واضاف: «قصف الأوكرانيون الطريق باستمرار، بطائرات وصواريخ غراد. يبدو أنهم قتلوا مزيداً من المدنيين، كما يفعلون على مدى أشهر. لا نملك القدرة على ارسال صواريخ غراد إلى المنطقة». وبثّت شبكة إخبارية تابعة للمتمردين أن الانفصاليين والقوات الأوكرانية تبادلوا إطلاق نيران مدفعية ثقيلة في المكان حيث تحرّكت القافلة. تزامن ذلك مع إعلان الجيش الاوكراني ان قواته «طهّرت تماماً نقطتَي مالايا ايفانيفكا واندريانيفكا الاستيطانيتين» من المتمردين، و»عزلت مستوطنة التشيفسك، كما فرضت طوقاً كاملاً حول هورليفكا» في شرق البلاد. ورجّح ان يكون الانفصاليون ردوا مستخدمين نظام «أوراغان» الصاروخي الروسي الصنع قرب قرية جنوب شرقي دونيتسك، مشيراً الى انها المرة الأولى التي يستخدمون فيها هذا السلاح. في الوقت ذاته، أعلن ناطق عسكري أوكراني مقتل 9 جنود اوكرانيين وجرح 20، خلال 24 ساعة في شرق البلاد. الى ذلك، حُرمت دونيتسك التي يحاصرها الجيش الاوكراني، من ماء الشرب بعدما ألحقت قذائف أضراراً بخط كهربائي يشغّل أضخم مصنع لمعالجة المياه. ودعت السلطات المحلية التي اتخذت «تدابير عاجلة» لتزويد السكان بالماء، مَن يملكون آباراً الى وضعها بتصرّف اكبر عدد ممكن من السكان، علماً أن قاطني المدينة وقفوا في طوابير امام المحال التجارية التي تبيع مياهاً معدنية بالليتر الواحد، شرط الحضور مع قنينة. وفي لوغانسك المحاصرة أيضاً، قُطعت المياه والكهرباء وشبكة الاتصالات الهاتفية منذ اكثر من اسبوعين. القافلة الروسية في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «تسوية كل المسائل» المرتبطة بقافلة مساعدات «إنسانية» روسية تضمّ 300 شاحنة محمّلة ماءً وأغذية وأدوية، أرسلتها الى شرق أوكرانيا. واضاف بعد محادثات في برلين الأحد مع نظرائه في المانيا وفرنسا وأوكرانيا: «تم الاتفاق على كل شيء مع أوكرانيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر». ووصف الوضع في شرق أوكرانيا بأنه «كارثة انسانية»، مشدداً على وجوب وقف اطلاق النار. واستدرك: «لا نستطيع الحديث عن نتائج ايجابية في شأن وقف اطلاق النار والتسوية السياسية». وأضاف: «اكدنا موقفنا الذي يقضي بأن أي وقف لاطلاق النار يجب ان يكون بلا شروط، لكن زملاءنا الاوكرانيين يواصلون مع الأسف وضع شروط تزداد غموضاً، مثل ضمان ان تكون الحدود (الاوكرانية -الروسية) غير قابلة للاختراق». وتابع: «ليس لدينا شيء ضد (رغبة كييف في وضع) مراقبة لنظام عبور الحدود يكون فاعلاً بأكبر مقدار ممكن». وأشار لافروف الى مفاوضات حول احتمال تزويد مراقبي بعثة تابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا تنتشر على الحدود الاوكرانية – الروسية، «طائرات بلا طيار لمراقبة الحدود من الجانب الاوكراني ومن المجال الجوي الاوكراني». لكنه دافع عن حشد روسيا جنودها على الحدود قائلاً: «يجب ان ننتبه عندما تدور حرب حقيقية على بعد كيلومترات من حدودنا». اما وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين فأعلن استعداده لمحادثات مطوّلة مع لافروف «من أجل الخروج من الوضع الراهن» في شرق اوكرانيا. وتحدث وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن «تقدّم في بعض النقاط»، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان محادثات برلين «تطرقت الى 4 نقاط: وقف اطلاق النار ومراقبة الحدود والمساعدة الانسانية والعملية السياسية». وزاد: «سُجِّل تقدّم، لكن الاجواء صعبة. والوزراء سيتباحثون مع رؤسائهم».