أبدت الجزائر قلقها حيال أنباء تتحدث عن انشقاقات واسعة داخل حركات مسلحة مالية قبل بدء جولة مفاوضات جديدة بداية أيلول (سبتمبر) المقبل، كما دانت «بقوة» «الاعتداء الجبان الذي استهدف قوات بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) في منطقة بار شمال البلاد». وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن «هذا هو الاعتداء الثاني من نوعه ضد قوات حفظ السلام في غضون شهرين، ويكشف النيات الإرهابية والإجرامية لمرتكبيه الرامية إلى إنشاء منطقة توتر مواتية لتنامي النشاطات غير القانونية وعرقلة جهود المجموعة الدولية الهادفة الى تحقيق السلام والاستقرار في شمال مالي». وأشارت مصادر مأذون لها في الخارجية في تصريح إلى «الحياة»، إلى أن هناك «محاولات إقليمية» تستهدف «عرقلة المفاوضات الناجحة التي جمعت للمرة الأولى ست حركات طوارقية وعربية مسلحة ناشطة في شمال مالي، وجميعها تنبذ الإرهاب». وذكر بيان الخارجية أن «هذا الاعتداء الجديد يستوقف على وجه الخصوص الأطراف المالية حول ضرورة إنجاح مسار الجزائر وإحاطته بكل شروط النجاح الموضوعية الكفيلة بتطهير الأجواء وإفشال المخططات الإرهابية». وأضاف المصدر ذاته إن «الجزائر التي تتقدم بتعازيها لبعثة مينوسما وحكومة بوركينافاسو وتعبر لهما عن تضامنها التام، تجدد التزامها مواصلة العمل مع الشركاء الماليين والدوليين لتحقيق الاستقرار والسلم في منطقة الساحل وبعث ديناميكية تنمية اقتصادية واجتماعية كفيلة بتدعيم أواصر الأخوة بين كل مكونات المجتمع المالي». وأعلن «طوارق إمغاد»، أمس، رفضهم الانتماء إلى حركة الدفاع الذاتي، الداعمة للوحدة الترابية وجهود السلام التي تقودها المجموعة الدولية وحكومة باماكو، والرافضة لفكرة الانفصال التي تحملها «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد»، الأمر الذي يشتت أكثر جهود التقارب بين الفرقاء الماليين. وتعد «حركة الدفاع الذاتي»، حركة جديدة تأسست أخيراً في العاصمة باماكو، وهي داعمة لعملية السلام وتعترف بسيادة مالي ولا تطالب بالحكم الذاتي ومستعدة للعمل مع الحكومة المالية من أجل استقرار البلاد. ويأتي التكذيب الصادر عن قبائل أمغاد، بعد أن أعلنت الحركة الجديدة انتماءها إلى القبيلة الطوارقية وعداءها للحركة الوطنية لتحرير أزواد. وأعلنت قبائل إمغاد الطارقية في شمال مالي في بيان، تبرأها من الحركة الجديدة وأكدت الانتماء ل»لحركة الوطنية لتحرير أزواد». وتضمن البيان توضيحات أكدت أن «جميع قبائل إمغاد في أزواد وجميع القبائل الأزوادية على تراب أزواد، تعلن للرأي العام المحلي والدولي أن الممثل الوحيد لآمالنا وطموحاتنا هو الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ممثلة في القيادتين السياسية والعسكرية».