نجحت أمسية موسيقية في العاصمة الأردنية في أن تتجوّل بالجمهور بين عصور الموسيقى الكلاسيكية بتقاليدها وحضارتها الغربية. أمسية تحرّرت من حدود المسرح وانطلقت لتغمر الجميع بدفء الموسيقى الكلاسيكية بين مقاماتها الهادئة وإيقاعاتها الساحرة التي تحمل معاني التفاؤل والاسترخاء. هذه الموسيقى برقيّها وأناقتها الفاتنة عادت لتدق أبواب المسرح، فالتقت جمهوراً متحمساً لحكاياتها الحزينة والسعيدة على مر قرون، روايات تكمن في مقامات الموسيقى الكلاسيكية، يعود تاريخها إلى عصور الباروك والقرون الوسطى وصولاً إلى يومنا هذا. لم يكن في الحفلة الموسيقية أوركسترا يحمل كل فرد منها آلته ليصدر بها أنغاماً محددة، بل اكتُفي بآلتي غيتار عزف عليهما غسان ناجي وطارق حرب ليطلقا أنغاماً متنوعة، ليخيل للمستمع كأن أوركسترا هي التي تحيي الحفلة، ما فاجأ موسيقيين حضروا للاستمتاع بهذه الأمسية. يقول الموسيقي الأردني أحمد ردايده إن ما يميز الحفلة هو الإتقان والحرفية العالية في الآداء، وإن الغيتار كان بمثابة ألف آلة، معبراً عن فخره بوجود موسيقيين أردنيين بهذا المستوى. وقال طارق حرب إن المقطوعة التي تحتاج إلى آلات عدة اختصرها هو وغسان بتوزع مقاماتها على غيتارين ما زاد عليهما الجهد ليتمكنا من استخراج اللحن ذاته. بدأ غسان ناجي الأمسية بمقطوعة أندلسية تكمن في داخلها طاقة إيجابية وحركة تطرد السلبية من القلوب. وأوضح أنه اختار هذه المقطوعة حتى ينقل طاقة التفاؤل إلى الجمهور الذي هو بأمس الحاجة إليها. ثم عزف طارق حرب مقطوعة باسم «تذكرة مفتوحة» للمؤلف الكوستاريكي آدم سولس الذي وضعها العالم الماضي وأهداها لحرب، وأوصاه بنشرها حيثما يحط رحاله. تنوعت الأمسية التي وصل عدد مقطوعاتها إلى 18 بين الموسيقى الإسبانية والألمانية والنمسوية وغيرها. وقدّم الراقصان فهمي وإميلي على أنغام الموسيقى الكلاسيكيه لوحات جميلة. وأوضحت الراقصة الأميركية أن ما أعجبها في الجمهور العربي «التفاعل والتشجيع المستمر الذي لم ينقطع طوال العرض»، ما سيجعلها تكرر عروضها في البلاد العربية.