كانت أبوظبي ليلة أول من أمس، على موعد موسيقي مميز، إذ استقبل مسرح فندق قصر الإمارات أمسية «برونفمان وبرامز»، والتي تعد من أهم أمسيات «مهرجان أبوظبي 2001». واستمتع الجمهور العربي والأجنبي بمعزوفات الأوركسترا الوطنية الروسية المصنفة ضمن أفضل 20 فرقة أوركسترا على مستوى العالم، بقيادة نيكولا لويزوتي، الحائز على الجائزة الأولى لمهرجان بوتشيني الإيطالي. وزاد الجوّ إبداعاً مشاركة المدير الموسيقي لأوبرا سان فرانسيسكو والمايسترو الزائر الرئيسي لفرقة طوكيو السمفونية يفيم برونفمان في الحفلة، بمشاركة عازف البيانو الفائز بجائزة «غرامي». وهي المرة الأولى عالمياً التي تجمع فيها خشبة مسرح واحدة هذين الموسيقيين المبدعين. وعزفت في الحفلة مقطوعات موسيقية متنوّعة شملت أعمالاً فنية لرواد الموسيقى الكلاسيكية العالمية، مثل: برامز وبيتهوفن وفيردي وشوبان. وتفاعَلَ الحضور، الذي أظهر إعجاباً وتقديراً كبيرين مع فقرات الأمسية التي عزفت خلالها مقطوعات «قوة القدر» لفيردي، والمقطوعة الثانية من كونشرتو البيانو ليوهانس برامز، والسيمفونية الخامسة لبيتهوفن. وكانت إبداعات برونفمان في العزف المنفرد على البيانو، وكذلك العزف المصاحب للأوركسترا بقيادة لويزوتي، أظهرت القدرات الكبيرة لهذا المبدع والتي جعلت منه أفضل عازف بيانو في عصره. افتتحت الأمسية بقيادة المايسترو لويزوتي بمعزوفة «قوة القدر» للموسيقي للإيطالي جوزيبي فيردي (1813 - 1901)، حيث تلاحمت المشاعر بين الأسى والفرح والسرعة والتمهل، مما أضفى على القاعة حالة من التأمل والانتباه تناغماً مع الوقع السريع للكمنجات والحلم الهادئ مع الكلارينيت. انضم برونفمان في ما بعد إلى الأوركسترا والمقطوعة الثانية من كونشرتو البيانو ليوهانس برامز (1833 - 1897)، والتي تعد الكونشرتو الأطول والأكثر سخاءً، حيث تنقسم إلى أربعة مقاطع تجسد كل إبداعات برامز السيمفونية. وعبر مقطوعة «إيتود رقم 5» لشوبان أطلق برونفمان كل طاقاته الموسيقية، ليبهر بها الحضور. واختتم الحفل بالمقطوعة الموسيقية الأشهر حول العالم، حيث عزفت الأوركسترا الوطنية الروسية السيمفونية الخامسة من ألحان لودفيغ فان بيتهوفن (1770 – 1827)، بينما انهمك الحضور في تتبع الموسيقى من حالتها الضبابية عند بداية العزف وحتى أوج عنفوانها المتألق وحتى النهاية، غادر بعدها المايسترو لويزوتي خشبة المسرح بعدما ألقى التحية على الحضور. وما لبث أن عاد مجدداً على أثر تصفيق الجمهور الذي لم يتوقف إلا عندما بدأت الأوركسترا بعزف مقطوعة «الرقصة المجرية» لبرامز، بعدها وقف الحضور مرة أخرى في تصفيق بدا لبرهة طويلة أنه لن ينتهي إعجاباً بهذا التألق والإبداع. وكان المهرجان استضاف ليلة الجمعة - السبت، أفضل راقصي الباليه حول العالم من أشهر ثلاث فرق باليه عالمية هي مسرح الباليه الأميركي ومسرح البولشوي ومسرح مارينسكي، حيث قاد الأمسية الراقصان الأساسيان في مسرح الباليه الأميركي، الثنائي الرائع ماكسيم بيلوسيركوفسكي وإيرينا دفوروفينكو، مع نخبة مختارة من فناني الباليه من مسارح البولشوي ومارينسكي، بصحبة الأوركسترا الوطنية الروسية، ضيفَ شرف «مهرجان أبوظبي 2011»، بقيادة المايسترو فاليري أوفسيانيكوف، قائد أوركسترا فرقة الباليه في مسرح مارينسكي. وعزفت الأوركسترا المقطوعات العالمية الأشهر لتشايكوفسكي «بحيرة البجع» و «الأميرة النائمة»، و «روميو وجولييت» من أعمال بروكوفييف، و «سبكترا بوول» من أعمال شوبان، ضمن ألحان أخرى تمايَلَ معها راقصو فرق الباليه الثلاث، في تناغم رائع. افتتحت الأمسية بالفصل الثالث من رائعة تشايكوفسكي «الأميرة النائمة»، من تصميم موريس بيتيبا (1822 -1910). وصاحبت موسيقى شوبان باليه «سبكترا بوول» من تصميم ديمتري برياسيف. وكانت السيمفونية الخامسة لغوستاف ماهلر تصحب أداء الباليه في «سبلندد أيزوليشن» وهي رقصة حالمة ثنائية صممتها المبدعة جيسيكا لانغ. ورافقت موسيقى الملحن الأرمني أرام خاتشاتوريان باليه «سبارتاكوس»، من تصميم يوري غريغوروفيتش المدير السابق لباليه البولشوي. أما موسيقى باليه الفصل الثاني من «جيزيل»، فقد كانت بتوقيع أدولفي آدم، الذي منح الروح الرومانسية الحالمة لرقصة الباليه. وتعاطف الجمهور مع «سندريلا» حيث حصدت النصيب الأوفر من الإعجاب مع موسيقى سيرغي بروكوفييف وتصميم يوري زخاروف. ثم جاء الجزء الثالث من الباليه الأشهر على مستوى العالم «بحيرة البجع» لمصممه بيتيبا، مع ألحان تشايكوفسكي، ثم اختتم العرض بباليه «ديانا وأكتايون» من تصميم سيزار بوغيني.