كثيرة الأسماء المتداولة في عالم الموضة في لبنان، ليبدو أن «تصميم الأزياء» بات أقرب إلى أي مهنة أخرى، لا يلبث أن يمسك أحدهم قلماً ويرسم «اسكتش» لفستان حتى يمنح نفسه لقب مصمم أزياء. ومن هنا تبرز أسماء وتصل إلى مركز معين في حين تبقى أخرى متداولة في الحلقات الضيقة. إلاّ ان ذلك لا ينفي أن أسماء كبيرة لمعت في سماء لبنان ولا تزال تساهم في تكريسه منبعاً للذوق إلى العالم، من دون أن تعرض على خشبات ما يُعرف بأسابيع الموضة العالمية، ويعود ذلك إلى الخيار الشخصي لبعضهم، أو لشروط خاصة ارتأوا أنها لا تعنيهم لكون اهتمامهم ينصب على الداخل. والعالمية، كلمة تبدو للوهلة الأولى كغيرها من المفردات التي تستخدم لوصف حالة معينة. ولكن «الوصول إلى العالمية» واكتساب اللقب عن جدارة أمر مختلف. لا يختلف اثنان على تميز مصممي الأزياء اللبنانيين في العالم، هؤلاء الذين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم بين أسماء كبيرة في عالم الموضة حتى باتت اسماؤهم تضاهي بأناقتها ورقيها أسماء دور أزياء عريقة، فاسم إيلي صعب لا يبدو غريباً بين ديور وشانيل، واسم ريم عكرا مألوف للأذن بين فيرا ووانغ وفالنتينو... هم اللبنانيون وصلوا إلى صفوف العالمية، حجزوا أمكنتهم على خشبات العروض في عواصم الموضة العالمية، فتألقّوا مساهمين في وضع اتجاهات الموضة حيناً وداعمين لاتجاهات أخرى أحياناً. من باريس إلى روما، أسماء المصممين اللبنانيين كثيرة، أسماء سطعت فرفعت معها اسم لبنان وبيروت كعاصمة موضة جديدة على الخريطة العالمية. وعلى رغم ما يعصف بوطنهم من هزّات صغيرة أو كبيرة، فإنهم استطاعوا الحفاظ على تألقهم، في الخارج والداخل، ومن على الخشبات الأوروبية يقدمون كل موسم ما ابتكرت أيديهم من أفكار خلاقة، لا تلبث أن تلقى أصداء على السجاد الأحمر في المناسبات والمهرجانات العالمية ك «الأوسكار» و «كان» و «غرامّي»... وغيرها.