حيرة كبيرة تطبع الحديث عن إيلي صعب أو معه، هل على المرء أن يقدّر مدى انشغال هذا الرجل، أو أن على هذا الرجل تلبية حشرية كل من يسعى إلى استصراحه والفوز بكلمة منه. توجيه الأسئلة صعب متى تعرف الإجابة عنها، كيف يمكن سؤال إيلي صعب عن سبب شهرته، أو عن تألق اسمه في عالم الموضة، وقد يكون المتابع أكثر علماً منه شخصياً بهذا السبب. مصمم أزياء بالدرجة الأولى والأخيرة، ومن هذا الأساس تنطلق مشاريعه. ينقل الأسلوب الذي اعتمده في التصميم، والذي يجمع بين البساطة والرفاهية والحداثة، ويضيفها إلى أي مشروع خارج السياق المباشر للأزياء. يفتخر بكونه لبنانياً ويعتبر أن جزءاً أساسياً من تألقه الدائم يعود إلى انتمائه لهذا الوطن. «يكفيني فخراً واعتزازاً أن أكون متحدراً من هذا الوطن. وأنا افتخر بأنني أستطيع رفع اسم لبنان عالياً، ولكن مجرد أنني ابن هذه الأرض، يكون لبنان هو من أضاف إلي، وأنا فقط قمت بنقل صورة ناجحة عنه». تعريف مصمم الأزياء في عالم شغوف بالموضة وتفاصيلها، بات فضفاضاً، أي «خياط» يطلق على نفسه اللقب، ويحاول نقل صورة معينة وتطبيقها على جسد امرأة، لا تستطيع تحمل كلفة الهوت كوتور، أو أي من تصاميم مصمم بحجم إيلي صعب، إلاّ أن صعب لا يرى في «تقليد» تصاميمه أي مشكلة، «هناك آلاف السيدات يرغبن في ارتداء ملابس إيلي صعب، ويحققن ذلك بطرقهن الخاصة، وهذا يكفيني». صاحب اللمسات الأنيقة التي تلعب على الأقمشة من أجل تقديم المرأة في حلة مبهرة، دخل العديد من المجالات الأخرى، محدثاً وقعاً لا يقل أهمية عمّا يحدثه في كل مرة على خشبة العرض. هاجسه الأول والأخير أن تكون المرأة «أجمل»، أن «ألبس كل امرأة تحب أن ترتدي من تصاميمي». امتدت رائحة عطره Le parfum لتنضح نجاحاً وتحصد أهم الجوائز في عالم العطور. النجاح الذي بات جزءاً من حياته اليومية من دون أن يعتاده ف «لكل نجاح طعمه الخاص، لا أحد يملّ النجاح وإن كانت القناعة ضرورية». لا يختلف اثنان على بصمات صعب في عالم الأزياء الراقية، والتي انسحبت على الكثير من المجالات الأخرى، يكاد لا يضع اسمه في مكان إلاّ يرتقي به. يكاد المراقب لا يشعر بأن صعب يغامر بأي من خطواته، وآخرها تمثلت في العطر الذي يراه امتداداً لسحر المرأة التي «تترك عطرها بعد أن تخرج». خطوات واثقة يخطوها في المساحة المفتوحة من أعلى السلم، راضٍ هو عمّا فعله، وفخور بما وصل إليه، لا مشروع لديه لإنشاء معهد أزياء خاص به، «ولكننا نعمل على وضع منهج كامل، من تصميم الأزياء إلى خياطتها وترويجها وكل ما يختص بهذا العالم، منهج يدرّس في واحدة من أكبر الجامعات في لبنان». الوصول إلى العالمية يتحوّل تفصيلاً أمام الحفاظ عليها، وعن أي خطوات مقبلة يطمح إليها، «المستقبل مفتوح، والعالم بات أكثر اتساعاً من قبل، وأي شيء أجد أنه يخدم اسمي ومهنتي وبلدي لن أتردد في أن أقدمه». وأين يرى إيلي صعب داره، التي بات اسمها من مستوى ديور وشانيل وغيرهما من دور الأزياء العريقة التي وجدت منذ عقود، بعد مئة عام من اليوم؟ «موجودة في التألق نفسه، فذكر الاسم تعدى الشخص، وتحوّل إلى دار».