بدأت الامارات تصدير نفطها رسمياً من خلال خط الأنابيب الجديد الذي يربط حقول حبشان بميناء إمارة الفجيرة، متجاوزاً مضيق هرمز، الذي تهدد ايران بإغلاقه كلما اشتد خلافها مع الغرب على خلفية برنامجها النووي. وشهد وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي تحميل اول شحنة، تبلغ 500 الف برميل، من خلال الخط الجديد الى باكستان. واعتبر أن منصة التصدير في الفجيرة مكملة لصادرات النفط عبر مضيق هرمز وليست بديلاً عنها، لافتاً إلى أن المشروع إستراتيجي ومهم لأنه يخفض الإزدحام والضغط على ميناء الرويس، خصوصاً أن الأخير يصدّر منتجات بترولية وبتروكيماوية فيما سيصدر ميناء الفجيرة النفط الخام. وأكد الهاملي ان الخط يستطيع نقل 1.4 مليون برميل من النفط يومياً، وهي كميّة قابلة للزيادة إلى 1.8 مليون برميل يومياً كحد أقصى، ما يعني أن نحو 70 في المئة من إنتاج الإمارات يمكن تصديره عبر ميناء الفجيرة. ورأى العضو المنتدب في «شركة الإستثمارات البترولية الدولية» (أيبيك)، خادم القبيسي، أن مجهوداً جباراً بذل على مدى أربع سنوات لتنفيذ مشروع خط أنابيب النفط حبشان - الفجيرة بكلفة إجمالية بلغت 4.2 بليون دولار. وأكد ان الخط الجديد سيوفر امكان تصدير 70 في المئة من نفط الإمارات من دون الإعتماد على مضيق هرمز، وسيلعب دوراً مهماً في الأمن الوطني والسياسة الإستراتيجية لإمارة أبو ظبي. وأشار الى ان تنفيذ المشروع واجه صعوبات، خصوصاً أنه يعبر منطقة جبلية لمسافة 40 كيلومتراً. وأوضح ان تقنيات حديثة استخدمت في المشروع الذي سيكون له مردود إقتصادي واجتماعي يوفر ما بين 250 و 300 وظيفة فنية وإدارية لأبناء الفجيرة. وقال «تعتزم إيبيك أيضاً بناء مصفاة بكلفة ثلاثة بلايين دولار في الفجيرة بطاقة مئتي ألف برميل يومياً من المقرر الإنتهاء منها منتصف عام 2016»، معلناً أن المشروع في مرحلة التصميم الهندسي حالياً. وقال المديرالعام ل «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك)، عبد الله ناصر السويدي: إن الصادرات من المنشأة الجديدة ستكون بمعدل مئات آلاف البراميل يومياً وترتفع تدريجاً خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأضاف: «أبوظبي تخطط لمشاريع أخرى في هذه المنطقة تؤدي أيضاً إلى تفادي مزيد من التأمين». في السياق ذاته، أشار مدير ديوان حاكم الفجيرة، محمد سعيد الظنحاني، إلى أن تدشين عملية تصدير النفط الخام من طريق ساحل الإمارة أكسبها وقتاً في سبيل النهوض بالتنمية الإقتصادية جنباً إلى جنب مع الإمارات السياحية، لا سيما ان الفجيرة تتميز بموقع جغرافي إستراتيجي. وتمتاز منصات التحميل بأنها مصممة للسفن العملاقة التي يتراوح طولها ما بين 300 و350 متراً، وتصل حمولتها إلى 300 الف طن اي نحو مليوني برميل. وتبعد المنصات عن الشاطئ ما بين 1.4 و2.4 ميل بحري، فيما يبلغ طول القناة ثمانية أميال بحرية مجهزة بثماني عوّامات.