لا شك أن حصول دوري المحترفين السعودي على المرتبة ال16على مستوى العالم من حيث قوة الدوري خلال شهر تموز (يوليو) الجاري، وفق مركز الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، يعد إنجازاً كبيراً، وشهادة عالمية. ولعل المتتبع لدوري المحترفين السعودي، يلمس التطور الملحوظ الذي طرأ على المسابقة السعودية الأولى، بعد تغيير نظام الدوري السابق الذي كان يلزم البطل بخوض منافسات المربع الذهبي، ليتوج بطلاً للدوري، ما أسهم في فقدان بعض الفرق للبطولة، وغياب عنصر المنافسة. ومع اعتماد نظام دوري المحترفين السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، المرتبط نظامها بالدوري من حيث تأهل الفرق الثمانية الأولى لخوض منافسات الكأس، شهد الدوري السعودي نقلة نوعية في مستواه، وأضفى النظام الجديد قوة أخرى للبطولة، وشهدت زخماً إعلامياً وجماهيرياً. وليس جديداً أن يكون الدوري السعودي هو الأول عربياً، فهو الأكثر إثارة وقوة وجذباً على مستوى الوطن العربي، وهذا شيء قديم، تحقق من خلال اتساع رقعة المنافسة على البطولة بين أكثر من أربعة، إلى خمسة فرق في كل موسم، بعكس دوريات عربية أخرى، حتى أن البطل في دوري المحترفين السعودي لا تكاد تعرف هويته، إلاّ مع الجولة الأخيرة، في حين تعرف هوية أبطال دوريات عربية من القسم الأول من الدوري، ما يسهم في ضعف المسابقة، وغياب المتعة والإثارة، وهذان العنصران يمثلان وقود لعبة كرة القدم. لكن المهم الآن، ونحن نحتل هذا المركز المتقدم عالمياً، أن نبقي على عجلة التطوير، مع الاحتفاظ بهوية الدوري الحالية لسنوات مقبلة، فهو من وجهة نظري أحدث تحولاً كبيراً في طريقة المنافسة، وهذا ما اتضح في الموسم الماضي، إذ كان الدوري يلتهب في المقدمة، وفي الوسط، وفي المؤخرة. وإذا كان تغيير نظام الدوري، وقوة المنافسة لدينا، منحانا هذا المركز العالمي المرموق، متفوقين على عدد من الدوريات العالمية المعروفة، فإنه لا يجب أن يغيب عن اتحاد كرة القدم، وضع نظام الاحتراف، وأسلوب تعاطيه مع الأحداث. لأنه ليس من المعقول أن نكون في المرتبة ال 16لأفضل مئة دوري في العالم، ويكون تعاطينا مع الاحتراف يخضع للاجتهادات، وما عندي خبر، وعطني فرصة أعود لقراءة اللائحة، كون ذلك لم يخدم احترافنا، ولم يطوره منذ أقر في عام 1994. وكم هي الحالات المحلية التي تئن منها أدراج ورفوف لجنة الاحتراف، وكم هي المطالبات الخارجية التي تتلقاها اللجنة في كل عام، نتيجة عدم التزام أندية بنظام الاحتراف، وهي مسؤولية غياب المراقبة والمتابعة من اللجنة لما يحدث من إخلال بالنظام، وتجاوز للوائح. وهنا أشيد بلجنة المسابقات، فإعلان جدول دوري المحترفين بقسميه الأول والثاني، هو عمل احترافي، وجهد مشكور، وإن كان الأهم من ذلك الاستمرار قدر المستطاع على التوزيع الحالي، والتعاطي مع المستجدات أياً كانت بعيداً عن التقديم والتأخير في المباريات. بقي أن أقول: هل حان الوقت الآن لنشاهد أكثر من لاعب سعودي في الدوريات الأوروبية في السنوات المقبلة، خصوصاً بعد حصول دوري المحترفين السعودي على هذا التصنيف العالمي المتقدم؟ فهي في رأيي فرصة عظيمة لنجوم كرة القدم السعودية، فهل يتحقق ذلك؟ [email protected]