قالت بعثة المراقبين الدوليين في سورية إن الهجوم الذي شنه الجيش السوري على قرية التريمسة في حماة «استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين» وذلك بعد زيارة قام بها المراقبون إلى القرية، التي ما زالوا فيها يجمعون شهادات حول ما حدث. وأوضحت الناطقة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان اثر زيارة قام بها فريق منها إلى البلدة انه «كانت هناك برك من الدماء وبقع دماء في غرف العديد من المنازل إضافة إلى فوارغ رصاص»، مشيرة إلى أن «فريق الأممالمتحدة لاحظ أيضاً مدرسة محروقة ومنازل متضررة بينها خمس منازل بدت عليها علامات بأنها أحرقت من الداخل». وأكدت البعثة في بيانها أن «أسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون وأسلحة خفيفة»، مشددة على أن «عدد الضحايا لا يزال غير واضح. إن فريق الأممالمتحدة يخطط للعودة إلى التريمسة غداً (اليوم) لمواصلة مهمته بتقصي الحقائق». وقالت البعثة في بيانها أيضاً أنها و»إذ تعرب عن عميق قلقها لتفاقم وتيرة العنف في سورية فإنها تدعو الحكومة السورية إلى وقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية وتدعو الأطراف إلى إلقاء السلاح واختيار طريق اللاعنف لما فيه مصلحة الشعب السوري الذي عانى الكفاية». ودخل وفد من المراقبين الدوليين التريمسة لتقصي الحقائق ليلة أول من أمس. وأكدت غوشة أن البعثة «لم تطلب إذناً رسمياً (من السلطات السورية)»، مشددة على أن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود «كان واضحاً» خلال مؤتمره الصحافي في دمشق الجمعة حين أعلن عن استعداد بعثة المراقبين الدوليين للتوجه إلى التريمسة والتحقق من الوقائع «عندما يحصل وقف جدي لإطلاق النار». وأضافت: «علمنا بالأمس انه كان هناك وقف لإطلاق النار، لذا أرسلنا دورية إلى التريمسة في مهمة استطلاعية قامت بتقييم الوضع لجهة حصول وقف إطلاق النار وإمكانية دخولنا إلى البلدة». من ناحيته أفاد الناشط الإعلامي المعارض أبو غازي فرانس برس في اتصال هاتفي إن «المراقبين الدوليين وصلوا إلى التريمسة وقد عاينوا أماكن القصف وأجروا مقابلات مع الأهالي». وقال نشطاء معارضون إن القوات الحكومية قتلت نحو 220 شخصاً في القرية. وغادر مراقبو الأممالمتحدة مقر إقامتهم في دمشق مجدداً أمس ليستأنفوا مهمة المراقبة وقال مراقب إنه ضمن فريق متجه إلى دوما.