تراقب وزارة الدفاع الأميركية، بالتنسيق مع دول اقليمية، حركة السلاح البيولوجي والكيماوي في سورية، بعد تأكد الادارة من أن نظام الأسد ينقل بعض هذه الأسلحة، إما لتفادي وقوعها في يد الثوار أو لاستخدامها في السيطرة على مناطق معينة. وفي الحالتين هناك خوف أميركي من فقدان السيطرة على هذا النوع من السلاح، يستدعي تحركاً دولياً لتفادي تداعيات اقليمية كبيرة للأزمة السورية. وأعرب مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية عن قلقهم من نقل نظام الأسد أسلحة كيماوية أخيراً من مواقع داخل سورية. وقال مسؤول لصحيفة «نيويورك تايمز» ان «هناك ثغرات كبيرة حول ما نعرفه" فيما فسر مسؤول آخر عملية النقل والتي رصدتها صحيفة «وول ستريت جورنال» بأنها ردة فعل على “الضغوط الكبيرة التي يضعها الثوار على النظام وتحركهم بمواقع أكبر". ولفت هذا المسؤول الى أن “الأرضية العسكرية تحت الأسد تتضعضع". ويوضح الخبير في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى أندرو تابلر ل"الحياة" أن نقل النظام الأسلحة الكيماوية “تم فقط لأنه مرغم على ذلك" وبسبب خوفه “من وقوع هذا السلاح بيد الثوار"، أو لاعداده “لمرحلة أكثر ترهيباً ومذهبية في سورية يسيطر فيها على بعض المناطق بالتهديد بوجود الأسلحة الكيماوية هناك." ويعتبر تابلر أن ملف السلاح الكيماوي السوري كثير الحساسية لدى الادارة الأميركية وبسبب تداعياته الأمنية والاستراتجية الضخمة، ويشير الى عدة سيناريوات قد يتخطى فيها الأسد “الخطوط الحمر" في حال نقل هذا السلاح الى تنظيم حزب الله في لبنان، أو في حال استخدامه ضد المعارضة أو فقدان السيطرة عليه. وفي جميع هذه الأحوال، تكون الادارة أمام أزمة انسانية واستراتيجية تتخطى بمعاييرها الحدود السورية. وبحسب شبكة «سي.أن.أن» تقوم واشنطن، بالتنسيق مع الأردن واسرائيل، بوضع خطط احترازية في حال انهار النظام أو فقد السيطرة على الأسلحة. وتشمل الترسانة الكيماوية السورية مخازن من أسلحة بيولوجية وكيماوية بينها سلاح “سارين" البيولوجي، وغاز الخردل والسيانيد. وفيما لم يؤكد البنتاغون نقل أي من هذه الأسلحة يرى تابلر أن واشنطن ستستخدم هذا التحول في الأزمة لحشد توافق دولي في مجلس الأمن ودفع الجانب الروسي الى تبني قرارات حاسمة تعجل في نهاية الأزمة. وحذر نواب بارزون في الكونغرس الأميركي أول من أمس من خطر نقل الأسلحة الكيماوية السورية، وقال أعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين وجوزيف ليبرمان وليندسي غراهام في بيان مشترك أنه “اذا كان الأسد ينقل الأسلحة من أماكن آمنة الى ساحة المعركة فهذا يعني أنه سيستخدمها أو أن السيطرة عليها تتلاشى. وهذه مخاطر غير مقبولة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ككل وتهدد مصالح أمننا القومي».