أكد أطباء وأكاديميون ل «الحياة» أن بنوك الدم بالسعودية لا تعاني أزمة في عدد المتبرعين، متفقين على أن سبب عدم تحصل المرضى المحتاجين للدم ولجوئهم إلى وسائل بحث بصورة شخصية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى مسببات أخرى. وأوضح استشاري أمراض الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور طارق عويضة ل «الحياة» أن مركز التبرع بالدم غير فعال بالصورة المطلوبة، إذ تفتقر إلى الربط الإلكتروني بين مراكز الدم في المناطق، مؤكداً أن عملية الربط بين المراكز ستقوم على عمل موازنة بين المراكز بنقل الفائض إلى الناقص وهو أمر غير موجود. وأوضح عويضة أنه في حال عدم توافر الدم في المستشفى الذي يتعالج فيه المريض يتم البحث في مراكز الدم الأخرى بطريقة شخصية حتى يتمكن المريض من الحصول على الدم، مشيراً إلى أنه تمت محاولة التواصل مع وزارة الصحة لحل أزمة الربط بين مراكز الدم إلا أنه لم يتم تفعيل الموضوع عملياً حتى الآن. وأشار عويضه إلى أن هناك مرضى بحاجة إلى تبرع للدم بسبب الأمراض الوراثية التي يعاني منها الكثير من الأفراد في المجتمع، إضافة إلى وقوع الحوادث والعمليات الجراحية، إذ إنه يتم نقل دم يومياً لا يقل عن 100 وحدة، والصفائح لا تقل عن 150 وحدة يومياً، منوهاً بأن بعض المرضى يحتاج إلى 60 وحدة دم. من جهته، شدد عميد كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز المشاري في حديثه إلى «الحياة» على ضرورة تفعيل عملية ربط بين مراكز الدم في أنحاء المملكة، موضحاً أن بعض الحالات تستدعي توافر الدم لها بطريقة سريعة. بدوره، يرى الكاتب الصحافي محمد الأحيدب في حديثه إلى «الحياة»، أن القصور وعجز المريض عن الحصول على الدم ناتج من مشكلة فحص الدم بعد التبرع، إذ إن اختبار الفحص بعد التبرع والذي يسمى (إن أي تيمات تست) يحتاج إلى «كواشف»، مبيناً أن التمويل الطبي في وزارة الصحة يؤمنها بطريقة شحيحة جداً، مضيفاً «وبالتالي يحدث التبرع، ولكن لا يمكن فحص هذه العينات». وقال الأحيدب إن مدة صلاحية الدم 40 يوماً فقط، وبنقص الكواشف وعدم الفحص يتم التخلص من هذه العينات. وأضاف «في السابق تتم استشارة المتخصصين في موضوع بنوك الدم والمتخصصين في المختبرات في هذا المجال، والآن للأسف لم يعد رأيهم يؤخذ به، وهذا يعد نهجاً غير قويم أن يوكل تأمين هذه الكواشف إلى غير المتخصصين في التموين الطبي وفرضها على بنوك الدم». واعتبر أن بنوك الدم لا تحتاج إلى إعادة بنيتها التحتية وتفعيل الربط الإلكتروني بها كما يطالب البعض بل بحاجة إلى شفافية واضحة مع قيادات وزارة الصحة وما هي إلا أعذار لتقليص حجم المشكلة وتصغيرها، مشيراً إلى وجود ربط إلكتروني في مراكز الدم بمدينة الرياض ومع ذلك توجد أزمة كبيرة في الحصول على الدم.