انشغلت الساحة اللبنانية بمحادثات المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان في بيروت، حاملاً الى المسؤولين اللبنانيين هواجس الأممالمتحدة ومخاوفها الجدية من تمدّد الأزمة السورية الى لبنان، بعدما شهد لبنان سلسلة حوادث أمنية متفرقة في عدد من المناطق على اثر ما يجري في سوريا إضافة الى قضية المخطوفين. وكشفت معلومات خاصة ل «اليوم» أنّ لدى أنان نتيجة التقارير التي تصله من المراقبين الدوليين، خوفا شديدا وجدّيا من امتداد الحرب في سوريا الى لبنان، خصوصاً وأنّ طلائع هذا الامتداد برزت في الأسابيع الثلاثة الماضية في الشمال و بيروت. كما انّ هذا التخوّف نتج انطلاقا من معلومات موثّقة عن وجود تصميم لدى أطراف مختلفة الانتماءات في دمشقوبيروت، لربط الحالة السورية بلبنان، مّا يؤثّر في مبادرته ككل. ترابط وتوقفت مصادر مراقبة ل»اليوم» عند زيارة أنان الى لبنان، معتبرة انها «دليل على بدء الترابط بين الوضعين اللبناني والسوري، خصوصاً انّ في زياراته السابقة الى سوريا عرّج على تركيا من دون ان يأتي الى لبنان، حيث بدا للمصادر أنّ أنان أبلغ إلى لبنان أنّ الأسد لم يتجاوب مع الطرح السياسي بتأليف حكومة انتقالية تتسلّم زمام السلطة في دمشق، وبالتالي طلب أنان من السلطات اللبنانية التزام الحكومة اللبنانية فعلياً بسياسة النأي بالنفس حيال الأحداث الجارية في سوريا. وكشفت معلومات خاصة ل «اليوم» أنّ لدى أنان نتيجة التقارير التي تصله من المراقبين الدوليين، خوفا شديدا وجدّيا من امتداد الحرب في سوريا الى لبنان، خصوصاً وأنّ طلائع هذا الامتداد برزت في الأسابيع الثلاثة الماضية في الشمال و بيروت. كما انّ هذا التخوّف نتج انطلاقا من معلومات موثّقة عن وجود تصميم لدى أطراف مختلفة الانتماءات في دمشقوبيروت. احترام العقوبات وقالت المصادر: «كما أبلغ أنان لبنان بضرورة احترام العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وأهمية نشرُ الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية بشكل فعّال أكثر لمراقبتها ولعدم تفاقم ملف النازحين بحال استمرار التوتر العسكري على الحدود». وفي هذا السياق، لاحظ مسؤولون لبنانيون ل»اليوم» أن لدى أنان معلومات تشير إلى أنّ توقيت نقل الأزمة السورية إلى لبنان يأتي في الوقت الذي تتخذ فيه الأحداث في سوريا طابع الحرب الأهلية، وهو ما أثار القلق الكبير لدى المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً أنّه نبّه إلى مخطّط يحاول أصحابه جرّ المنطقة إلى حرب أهلية وفتنة مذهبية سنية شيعية. قضية المخطوفين أما لجهة قضية المخطوفين، فأفادت معلومات «اليوم» ان الرئيس اللبناني أثار موضوع المخطوفين في الدقائق الأخيرة من اللقاء الذي استمر زهاء ساعة إذ بادر الى سؤال المبعوث الخاص هل لديه معطيات عن قضية خطفهم، فنفى ذلك. وسأله الرئيس «هل في امكانكم مساعدتنا في هذا الموضوع؟»، فاجاب: «كيف يمكننا المساعدة اذا لم تكن أي جهة قد أعلنت مسؤوليتها عن الخطف؟ هذا الموضوع غامض جداً وليس لدينا في سوريا اكثر من المراقبين الدوليين». ضبط الحدود وفي سياق محادثات سليمان أنان، شرح أنان لرئيس الجمهورية كيف انه دعا الرئيس السوري بشار الأسد الى تخفيف العنف والافراج عن المعتقلين وإطلاق الحوار. ونقل عن الأسد تساؤله «كيف يمكنه القيام بذلك وهناك تدخل خارجي في سوريا وفتح للحدود أمام السلاح الذي يأتي الى المعارضين». هنا، رد سليمان ضمناً على التلميح المتعلق بالحدود اللبنانية السورية، فشدد على ان حدود لبنان مضبوطة الى حد بعيد وان الجيش والقوى الأمنية تتولى ضبطها بنسبة عالية، كما أن ضبطاً للحدود البحرية جارٍ بالتعاون بين الجيش و»اليونيفيل». وأوضح انه اذا كانت حصلت عمليات تهريب، فان القوى الأمنية تضبط هذه العمليات بدليل ضبط باخرة السلاح في طرابلس. مع بري أما في لقائه الرئيس بري، فعلمت «اليوم» أن أنان أكد عزمه على اتمام المهمة التي يتولاها في سوريا، مشيرا الى سلسلة من الايجابيات تحققت الى ان حصلت مجزرة الحولة. كما أثار موضوع ضبط الحدود بين لبنان وسوريا والعمل قدر الامكان على مكافحة تهريب السلاح. وطلب بري من المبعوث الخاص ان تبذل الأممالمتحدة اقصى الجهود للمساهمة في اطلاق المخطوفين اللبنانيين ال11 في حلب.