أجمع الاسرائيليون خلال مناقشتهم الوضع الامني الاسرائيلي في الحدود اللبنانية، على ضرورة ان تكون الحرب المقبلة مع لبنان قاسية ومؤلمة وقادرة على تحقيق اهدافها في غضون أيام. وفي مؤتمر لمعهد الامن القومي في تل ابيب، ناقش الوضع الامني وقوة الردع الاسرائيلي بعد 6 سنوات من حرب تموز، اختلف الاسرائيليون في قراءاتهم للهدوء الذي يسود المنطقة وسبل التعامل معه. واطلق وزير الامن السابق، موشيه أرنز، تهديداً مباشراً دعا فيه الى ضمان منطقة حزام أمن تجاه لبنان، والتعامل مع الترسانة الصاروخية لحزب الله كما التعامل مع النووي الايراني. واعتبر الصواريخ قصيرة المدى التي قد تطلق من لبنان هي أخطر من تلك الصواريخ التي قد تتعرض لها اسرائيل من ايران. وقال: "لا يمكن تحمل الوضع الذي نشأ في لبنان والترسانة الصاروخية لدى حزب الله التي تتجاوز خمسين الف صاروخ، مضيفاً "وكما هناك تهديدات وحملة لمنع تطوير القدرات النووية لدى ايران، يجب التعامل ايضاً مع خطر صواريخ حزب الله قبل ان يتعاظم". وابدى أرنز موقفاً متطرفاً إذ قال إن "التعامل مع الارهاب واستخدام الصواريخ يجب أن يواجه بما يضمن إبعادهم عن النقاط القريبة من الحدود. وهذا يتم بإقامة حزام امن، "فالصواريخ التي تطلق من مناطق قريبة، وتكون قصيرة المدى، تشكل صعوبة كبيرة في مواجهتها، واحتلال مناطق معينة باتت حاجة ضرورية اليوم لمنعهم من الوصول الينا" . وخلافاً لمن اعتبر الحرب الثانية حققت لاسرائيل قوة ردع، رأى أرنز ان الردع الاسرائيلي انكسر في تلك الحرب، وقال: "حزب الله عمل ضدنا في حرب تموز من دون ان يرتدع. والاخطر أنه، لغاية اليوم، لم يرتدع، لا بل تعاظمت ترسانته الصاروخية حتى بات يهدد أمن جميع السكان الاسرائيليين. وعندما نصل الى حالة يكون فيها السكان مشتركين مع الجيش في الحرب، يصبح الوضع خطيراً ولا يمكن تحمله. وكما يلزمنا خطر النووي الايراني بإحداث قفزة نوعية في التعامل، كذلك نحن ملزمون بالتعامل مع خمسين الف صاروخ لدى حزب الله". حالوتس، من جهته، رد على أرنز بالتفاخر بما اعتبره "انتصارات حققتها حرب تموز"، واعتبر ان الوضع في لبنان تغير خلال السنوات الاخيرة، وعزز حزب الله قدراته الصاروخية، ليس بسبب فشل حرب تموز، انما نتيجة للتغييرات التي حصلت في الشرق الاوسط واثرت على لبنان. وقال: "حزب الله تحول اليوم الى لاعب مركزي في السياسة اللبنانية وله مكانة كبيرة في الحكومة ويحدد اجندتها، على رغم انه لم يحصل على اكثرية في الانتخابات". ورأى حالوتس وجود الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الملجأ، أكبر انتصار حققته حرب تموز في جانب الردع. اما اولمرت فرفض الاتهام بفشل الحرب نتيجة تضخم الترسانة الصاروخية لحزب الله، وتباهى بقرار حكومته اعلان الحرب على لبنان. وقال إن هذه الحرب حققت الردع والدليل عدم جرأة حزب الله على اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل وتنصله من مسؤولية الصواريخ التي اطلقت خلال السنوات الست".