ترددت أنباء أمس عن انهيار محادثات لتأمين إطلاق صحافيين ليبيين محتجزين في بلدة بني وليد جنوب شرقي طرابلس، على رغم أن وكالة الأنباء الليبية الرسمية أكدت أن وفداً من مدينة مصراتة التي يهدد ثوارها بمهاجمة بني وليد لتحرير الصحافيين، توجّه صباح أمس إلى بلدة نسمة قرب بني وليد لتسلم الشابين المحتجزين منذ ستة أيام. وتُهدد قضية الصحافيين اللذين كانا في مهمة لتغطية انتخابات المؤتمر الوطني العام عندما خُطفا، بإعادة نكء جروح الماضي بين مصراتة وبني وليد، إذ وقفت الأولى في صف الثورة على نظام العقيد الراحل معمر القذافي في حين بقيت الثانية موالية له حتى سقوطه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن رئيس المجلس العسكري في مصراتة رمضان زرموح أن وفداً برئاسته ويضمّ عدداً من شيوخ القبائل والحكماء والأعيان من مدينة مصراتة توجّه لتسلّم الصحافيّين «المزمع الإفراج عنهما من قبل خاطفيهم في مدينة بني وليد من دون أي شروط. وأوضح زرموح أن الوفد توجّه إلى بلدة نسمة «بناء على اتفاق بين المجلس الوطني الانتقالي وأعيان وحكماء بني وليد». لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول يتوسط في أزمة خطف الصحافيين إن المحادثات التي تهدف إلى الإفراج عنهما «انهارت». واختفى المصوّر الصحافي عبدالقادر فسوق والمصوّر يوسف بادي اللذان يعملان لقناة «توباكتس» التلفزيونية ومقرها مصراتة يوم السبت بعد تغطية الانتخابات التاريخية قرب بني وليد وكانت من آخر معاقل القذافي التي تسقط خلال الصراع الذي امتد ثمانية أشهر. وقال إدريس المسماري رئيس هيئة دعم وتشجيع الصحافة التي تموّلها الدولة إن مجموعة بني وليد مصرّة على عدم الإفراج عن الصحافيين. وأضاف ل «رويترز» في مكالمة هاتفية من بني وليد إن هيئته تتصل بالأجهزة الدولية للتدخل لمحاولة الإفراج عن الصحافيين. وكان الاثنان يغطيان الانتخابات التاريخية التي شهدتها ليبيا لاختيار المؤتمر الوطني المؤلف من 200 مقعد في بلدة مزدة بغرب البلاد وكانا في طريقهما إلى مصراتة عندما انقطع الاتصال بهما. وجاء انهيار المحادثات أمس قبل ساعات من انقضاء مهلة حددتها ميليشيا في مصراتة للإفراج عنهما. وهددت الميليشيا بمهاجمة بني وليد والإفراج عن الصحافيين بالقوة. ولم تفلح محاولات الاتصال بميليشيا بني وليد أمس. وقال مقاتلون هناك الأربعاء إن مهلة الإفراج عن الصحافيين تنقضي الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (1100 بتوقيت غرينتش) أمس.