أظهرت النتائج الأولية أمس أن محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا وقت الثورة عزز تقدمه في الانتخابات التاريخية التي شهدتها البلاد في الوقت الذي يحاول فيه منافسوه الإسلاميون تعزيز مكاسبهم من خلال عقد اتفاقات مع مرشحين مستقلين. ويتجه تحالف القوى الوطنية «الليبرالي» الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في المنطقة الشرقية التي تضم طبرق ودرنة اللتين اعتبرتا معقلاً للإسلاميين المتشددين مما يوحي بأن قاعدة تأييده أوسع منها في مناطق الحضر مثل العاصمة طرابلس. كما تقدم جبريل أيضاً في سبها البلدة الرئيسة في الجنوب الصحراوي. أما حزب العدالة والبناء الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا فقد حقق تقدماً في بلدة الشاطئ بوسط البلاد وهي من المناطق القليلة التي لم يكن فيها مرشحون لتحالف جبريل. وهذه أول انتخابات وطنية حرة في ليبيا منذ ستة عقود وتأتي كمرحلة فارقة بعد 42 عاماً من حكم الزعيم الراحل معمر القذافي. وقال مراقبون دوليون إن الانتخابات سارت بشكل جيد رغم حوادث عنف وقعت يوم الاقتراع وقتل فيها شخصان على الأقل. والكثير من مرشحي حزب العدالة والبناء إما أقل شهرة او أنهم أضيروا من ربط حزبهم بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما يتعارض مع إحساس الليبيين القوي بالسيادة الوطنية. ورفض متحدثون باسم الحملات الانتخابية لأحزاب اتصلت بهم رويترز أمس إعطاء تقديرات لعدد المقاعد التي يتوقعون الحصول عليها في المؤتمر الوطني. وقالت اللجنة الانتخابية في بادئ الأمر إن النتائج الأولية ستكون جاهزة أمس لكن لم تصدر حتى الآن النتائج الجزئية لمعظم مناطق طرابلس او بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية. من جهة أخرى, قالت لجنة حماية الصحفيين إن صحفيين ليبيين خطفا في بلدة بني وليد التي كانت معقلاً للزعيم الراحل معمر القذافي وذلك بعد تغطية الانتخابات التاريخية في البلاد مما يبرز استمرار الاضطرابات بعد انتفاضة العام الماضي. وأضافت أن المصور الصحفي عبد القادر فسوق والمصور يوسف بادي وكلاهما يعمل في قناة توباكتس التي تتخذ من مصراتة مقراً اختفيا يوم السبت قرب بني وليد أحد آخر معاقل القذافي خلال الصراع الذي دام ثمانية أشهر.