دعا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، زعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر الى التوقف عن قتال حكومته، في مقابل منحه فرصة الترشّح للرئاسة المقررة في 2014. وقال في خطاب للأمة: «اذا لم يعمل الملا عمر لمصلحة آخرين يحملون أسلحة أجنبية، وإذا كان أفغانياً يجب ان يتحدث إلينا». وتشير عبارة «أسلحة أجنبية» الى باكستان التي تُتهم أجهزة استخباراتها بدعم «طالبان». وأضاف كارزاي: «الأجانب مغادرون، لذا تعال وتحدث الينا. يمكن ان تنشئ الأحزاب السياسية مكاتب، وأن تقول ما تريده عن الحكومة. سلّم سلاحك وافتتح مكتباً. رشّح نفسك في الانتخابات وإذا حصلت على ثقة الناخبين فهنيئاً لك». وتشترط «طالبان» لإجراء محادثات مع الحكومة انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان، بينما انسحبت من محادثات تمهيدية مع الولاياتالمتحدة في قطر. على صعيد آخر، نفت «طالبان» تنفيذها قبل اسبوعين في ساحة عامة حكماً بإعدام امرأة بتهمة الزنا في قرية باروان التي تبعد مئة كيلومتر من كابول، وتصويره ثم بثه على مواقع، ما صدم المجتمع الدولي. وأفاد بيان نشرته الحركة على موقعها «صوت الجهاد» بلغة الباشتون بأن «ما يدّعيه مسؤولون حكوميون في كابول عن تورط مجاهدينا خاطئ ولا صحة له». وقتلت المرأة بعشر رصاصات اطلقت من بندقية رشاشة، وترافق مع قراءة آيات من القرآن الكريم تحرم الزنا، وصراخ الحاضرين «يحيا الاسلام» و «يحيا المجاهدون». وأكدت السلطات أن منفذي الإعدام ينتمون الى «طالبان»، التي اعتادت تنفيذ إعدامات لدى حكمها البلاد بين عامي 1996 و2001، علماً ان غالبية المسلحين الذين ظهروا في الشريط من البشتون الذين ينتمي اليهم «طالبان». وفي قندهار (جنوب)، هاجم شرطيان من الوحدة 404 زملاءهما وقتلوا 4 منهم وجرحوا اثنين آخرين، فيما أصيب جنديان استراليان احدهما في حال الخطر لدى انفجار استهدف آليتهم في ولاية أروزجان (جنوب). وأوضح قائد عمليات القوات الاسترالية في افغانستان، أن جنوداً من الكتيبة الثالثة كانوا في آلية عبرت منطقة بوشماستر حين انفجر لغم يدوي الصنع، علماً ان 17 جندياً أسترالياً جرحوا في افغانستان خلال عام 2012. وفي هلمند (جنوب)، قتل صحافي أفغاني يدعى عبد الهادي همدارد وصديقه في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارتهم في منطقة أوبازان بغيرشيك. وكان مراسل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عبد الصمد روحاني قتل في المنطقة ذاتها عام 2008. الى ذلك، أعلن مسؤولون حكوميون كوريون جنوبيون، أن بلدهم تدرس سحب بعض جنودها الذين يحمون عمال الإغاثة في افغانستان بدءاً من مطلع 2013. وصرح احد المسؤولين بأن «مهمة وحدة أشينا تنتهي هذه السنة، وأن دولاً أخرى مصممة على سحب قواتها من افغانستان». وأضاف: «نبحث في سبل سحب قوات أشينا على عدة مراحل». ورأى مسؤول آخر أن وجود بعض القوات سيبقى ضرورياً لحماية عمال الإغاثة، و «سنتخذ قراراً نهائياً في شأن الانسحاب بعد إجراء مراجعة إضافية للوضع المحلي والخطوات التي تنفذها دول أخرى». وينوي الحلف الأطلسي (ناتو) سحب قواته القتالية بحلول نهاية 2014.