ندد مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بأعمال «الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة»، داعياً المسلمين حول العالم إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لوقف العدوان في فلسطين، كما نوه المجمع بالجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء المعمورة. وقال المجمع في بيان أصدره أمس: «جزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، ونفع به أمة الإسلام، وأعانه على توحيد كلمتها، وبعث الحياة في أجساد منظماتها وأفرادها، بل وقياداتها، فكان للنداءات التي وجهها للأمة بجميع مكوناتها الأثر الإيجابي الذي جعل الجميع يتحسسون حالهم». وأضاف: «إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي يصرخ في آذان الجميع مذكراً إياهم بمعاني القوالب التي وضعها رسول الله بين أعين الجميع، ليضعوا أنفسهم فيها، وليتأكدوا من حالهم، وليعلموا أين هم من تلك الصور التي ينبغي أن تتحقق فيهم، وأن يصوغوا أنفسهم ليتحققوا بها، فهو صلى الله عليه وسلم يقول: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحُمى والسهر) ، ويقول: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه)، ويقول: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)». وتساءل مجمع الفقه الإسلامي أين نحن من هذه المعاني، أين نحن منها وإخواننا في غزه يبادون ليل نهار على أيدي الكيان الصهيوني الغاصب، عدو الله والإسلام والإيمان والمؤمنين؟ فالله سبحانه وتعالى يقول عنهم: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ)، وهذه الإبادة التي يمارسونها منذ عقود من الزمن لا تستثني شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة، والعالم يتفرج ولا ينفعل، أين نحن من تلك المعاني وثالث الحرمين الشريفين يدنس صباح مساء على أيدي أعداء الله اليهود المحتلين لأرض فلسطين؟، أين نحن أهل الإسلام وعددنا يفوق أعداد اليهود آلاف المرات، بل لو أن كل مسلم قام بما هو واجب عليه لتغير الحال عما هو عليه الآن؟، أين نحن والله حبانا بخيرات حوتها أراضي الإسلام، لو أننا حبسناها من نصراء اليهود لكان الأمر على غير ما هو عليه الآن؟، ولو أننا وظفنا عائدات تلك الخيرات والنعم في بناء ذاتنا لكان واقعنا غير ما نحن عليه الآن. كما دعا المجمع، أهل الإسلام «أن انهضوا واسعوا لصياغة الأنفس في القوالب التي حددها الرسول، وَجَنّدُوا أنفسكم للدفاع عن دينكم وقيمكم وإخوانكم وحَرَمكم المقدس المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين». وأشار المجمع إلى أن أول المقدمات التي تبشر ببداية الإحساس بما ينبغي أن يكون، هو اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع على مستوى وزراء الخارجية بشأن الوضع الخطير في فلسطينالمحتلة بما فيها القدس، الذي انعقد بجدة في ال16 من شوال 1435ه. وطالب مجمع الفقه الإسلامي جميع منظمات المسلمين وجماعاتهم وكياناتهم المتنوعة أن ينهضوا للقيام بواجب الدفاع عن أرض فلسطين وأهلهم في غزه والحرم القدسي، ولمساندة الشعب الفلسطيني الأبيّ بكل الإمكانات المتاحة، ومقاومة المتغطرسين الذين استباحوا الدماء وقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء، وهدموا المنازل بأسلحة فتاكة، وأن يعملوا على تحرير الأراضي المحتلة، ورفع العدوان عن المسلمين بكل الصور الممكنة، وعلى المسلمين أن يوحدوا صفوفهم ويتعاونوا من أجل مواجهة التحديات، باتخاذ إجراءات عملية على كل الأصعدة، لإيقاف عمليات الإبادة التي تقع على سكان قطاع غزه العزل، وتقديم المساعدات العاجلة لهم.