سخر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، من العقوبات الغربية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي، معتبراً أنها «حصّنتها» وجعلتها «أقوى مئة مرة» مما كانت عليه بعد الثورة العام 1979. لكن ثمة مؤشرات إلى معاناة إيران من العقوبات ومن حظر غربي على استيراد نفطها، إذ تسعى إلى إصدار سندات قيمتها 10 بلايين يورو، لتمويل شركة النفط الوطنية، كما وجّهت «تحذيراً أخيراً» إلى وسائل إعلام محلية من نشر «أنباء أو تحليلات تتعارض مع مصلحة النظام». وكشفت أرقام رسمية في تركيا ارتفاعاً يُعتبر سابقة في صادرات سبائك الذهب إلى إيران، بلغ نحو 58 طناً قيمتها نحو 3 بلايين دولار. وعزا محللون اقتصاديون ذلك إلى أن طهران تحصّل وارداتها المالية عن بيع نفط وغاز، عبر تحويلها إلى سبائك ذهب ونقلها براً من تركيا إلى إيران، للالتفاف على العقوبات التي تحول دون تحويلات نقدية مباشرة إلى المصرف المركزي الإيراني. وتطرّق خامنئي، خلال لقائه سيدات من 85 بلداً يشاركن في مؤتمر عن «المرأة والصحوة الإسلامية»، إلى «المؤامرات والمحاولات المحمومة الفاشلة لأعداء الإسلام وإيران، طيلة السنوات ال33 الماضية»، قائلاً: «يثير الغرب ضجة كبرى في شأن الحظر على إيران، لكنه لا يدرك أنه هو مَن حصّن الشعب الإيراني ضد أي حظر، من خلال العقوبات المفروضة عليه منذ 30 عاما». وأضاف: «تصدى الشعب الإيراني، بالغالي والنفيس، لكلّ المؤامرات وأنواع الحظر، خلال العقود الثلاثة الماضية، بحيث باتت إيران أكثر قوة مئة مرة مما كانت عليه قبل 30 عاما». ووصف خامنئي «الصحوة الإسلامية» بأنها «حركة فريدة يمكنها تغيير مسار التاريخ، شرط التعرّف في شكل صحيح إلى الأخطار المحدقة بها، والتصدي لها». واتهم «المستكبرين، وفي مقدّمهم أميركا والكيان الصهيوني اللذان فوجئا بهذه الحركة العظيمة، ببذل ما في وسعهما لاحتوائها وركوب موجتها». وأشار إلى «جهود فاشلة بذلها الغرب لثني إيران عن مساندة الشعب الفلسطيني»، وزاد: «نقف إلى جانب هذا الشعب وأشقائنا المسلمين وسائر الشعوب الثورية وجميع المتصدّين لأميركا والصهيونية، بصرف النظر عن المسائل الطائفية المنحرفة، مثل الشيعة والسنة». ولفت إلى «محاولات الغرب إبعاد المرأة المسلمة عن هويتها»، معتبراً أن «نظرة الغرب» إليها «مهينة، في مقابل نظرة الإسلام التي منحتها احتراماً وكرامة وهوية وشخصية». في غضون ذلك، اعتبر وزير الثقافة والإرشاد محمد حسيني أن «إيران ليست في وضع يتيح لوسائل الإعلام نشر أنباء أو تحليلات تتعارض مع مصلحة البلاد والنظام». ونقل موقع «دولت» الإلكتروني الإيراني عن الوزير قوله: «الوضع في البلاد، نتيجة العقوبات والضغوط، خصوصاً في المجال الاقتصادي، يتطلّب مزيداً من التعاون من وسائل الإعلام». وأشار إلى اجتماعٍ يُعقد «قريباً» بين المسؤولين الاقتصاديين ومسؤولي كلّ وسائل الإعلام الإيرانية، لإطلاعها على «الوضع المرتبط بالعقوبات، بحيث تأخذ في الاعتبار المصلحة القومية». ووجّه «إنذاراً أخيراً» إلى وسائل الإعلام في هذا الشأن، داعياً «أفراداً وهيئات قانونية إلى الإبلاغ عن أي مواد منشورة يعتبرونها كاذبة». إلى ذلك، أعلن المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية أحمد قلعة باني، تفويض الشركة إصدار سندات قيمتها 10 بلايين يورو هذه السنة، للمساهمة في تمويل نشاطاتها. لكنه أشار إلى أن التفويض سيتوقف على «وضع» إيران. ونفى تصريحات نُسبت إليه، تفيد بإمكان خفض بلاده صادراتها النفطية بنسبة من 20 الى 30 في المئة، بسبب ترميم وتصليح آبار وحقول نفطية.